مبادرات فردية مهمة ظهرت في المحافظة خلال سنوات الأزمة لكن عددها لايزال محدوداً وقليلاً في وقت أحوج مانكون فيه إلى مبادرات واسعة ودور أكبر للمجتمع الأهلي بإطار المسؤولية الوطنية للمساهمة في إعادة الإعمار والتنمية الشاملة إذ أن الكل معني بالتنمية وفق مايستطيع ومهما كانت المبادرة صغيرة وبكل المجالات .
ولعل أهم ما أنجز بالعمل الشعبي مشفى الشهيد صالح عبد الهادي حيدر في سلحب بمبادرة من الشيخ شعبان منصور وتعاون عدد كبير من أهالي المحافظة وفعاليات من محافظات أخرى، واللافت هو أن من شارك بالعمل عدد كبير من الفقراء حيث ساهموا كعمال وأصحاب مهن في العمل إلى جانب عدد من رجال الأعمال الذين تبرعوا بتأمين المواد اللازمة بشكل عيني أو مادي لإتمام المشفى والذي أصبح جاهزاً الآن ،وتم تسليمه مؤخراً لوزارة الصحة و يعد من أهم المشافي في سورية التي أقيمت بالعمل الشعبي حيث تبلغ مساحته 12ألف م٢ وسعته 240 سريراً واستغرق بناؤه نحو ثلاث سنوات .
بالإضافة الى مبادرات أخرى من المجتمع الأهلي تتراوح بأهميتها من إجراء عمليات جراحية للمرضى من الأسر الفقيرة أو التبرع بمعونات مادية أو عينية أو تخصيص عدد من الأطباء أياماً للعلاج المجاني لأسر الشهداء أو تقديم مستلزمات مدرسية لعدد من الأسر المحتاجة وغيرها من أشكال العمل الخيري .
والمطلوب هو مساهمة أكبر للمجتمع الأهلي في إنجاز مشاريع تأخذ الصفة العامة مثل تأمين بعض وسائط النقل العامة أو إنارة بعض الشوارع بالطاقة الشمسية أو تقديم أدوات طبية مثل أجهزة الطبقي المحوري وغيرها التي توجد صعوبة في تأمينها في ظل الحصار الاقتصادي الخارجي الجائر على بلدنا .
أخيراً . . إن العمل الشعبي مكمل لجهود الحكومة في مرحلة إعادة الإعمار ومسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع كل حسب استطاعته وعمله حيث يعكس تضافر الجهود بإنجاز مشاريع ترفد مشاريع الدولة وبرامجها وخططها التي تهدف إلى تحسين واقع المواطن بمختلف المجالات .
عبد اللطيف يونس