على صفاف العاصي : حديث جانبي

المقصود ليس الحديث على باب الفجر، أو نافـذة الوداع المفتوحة على أمل الرجوع .
المقصود ليس حديثاً يـدور بين حيطان الليل بعد أن تغفـو السماء ، أو حديث قائم تحت قـبة القلق والنفور من الروتين والشكوى والمفردات والنتيجة ،وضيق العـين واتساع العتمة.
(حـط بالخرج) مَـثلٌ يتردد كثيراً كلما فتحتَ فاهـك بقصد التثاؤب كونَـك تعِـبتَ من الكلام حتى أن لسانَـك أصابه النعاس، إذاً حط بالخرج ، ونم ياحبيبي كما قال محمود درويش عليك السلام ولا تكترث إن طار أو حط الحمام. نم ، واستيقظ باكراً لـترى أحلامك قد تبخرتْ مع أول رنة خلخال اليقظة.
لترى كم كان أفقُ حلمك عالي السقف، وكم صار مكسور الرقبة . لترى كيف تحولتْ الدروب إلى صحراء أكلتها نيران الغاية لا عـليـنا يتكرر المشهد. المختلف هو البطل فقط بطلٌ سريع التخفي خلف ستار الخشبة كلص محترف في فَــكِّ أقفال الأبواب وإغلاقها دون بصمة، المهم اﻵن ماذا تنتظر ؟
قـمْ من جَـلد الذات ،وانعـقْ، لن يسمعـك أحد حتى إن تعريتَ معنوياً ومادياً وسرتَ في الشارع لن ينتبه لعـريك عابر، الكل مشغول .
أنت في زمن التعري مما تعلمته ، ستندمُ بعد قـليل قائلاً: كم ضيعتُ من العمر وأنا كأبلهٍ ينتظرُ السمك وليس في يده صنارة وا أسفاه كم ستتأسفُ على نضارة وجهك المحروقة وأنت واقـف تحت شمس الوضوح وعدم التخفي خلف إصبع النفاق وتمسيح الجوخ كم ستحزن ﻷنك اكتشفتَ بأنك لست سمكة صغيرة بل تلك الدودة السوداء التي تأكلها السمكة الصغيرة كعبُ قدمك يحكك كما لم يحدث من قبل، إذاً ستغير الزاوية التي تجلسُ بها لـترى من زاوية أخرى مالم تره من قبل كـفـك تحكك أيضاً ستقبضُ على خنزير الذرة ثم تسامحه كعادتك وتفرح باكتشافك الجديد لمهارتك في الصيد خـدك عينك كل ما فيك يحكك إذاً ستغير جلدك ربما تقول: لا ناقة لي ولا جمل وتسلم أمرك للنهر يجري به حيث يشاء، المهم ماذا تأكل اﻵن؟ فول فلافل قل بحق صداقتنا .
ماذا تشرب اﻵن ؟ متة شاي زهورات قل بحق الماء الطافح على جلدك من شدة تعـرق أحلامك لا عليك لا تجب، أعلمُ أنك اعتدتَ الصمت واكتفيتَ بالفرجة سأحلّ لك اﻷمر كونك لوح خشب لطالما غـزتك المسامير .

 

نصرة ابراهيم

المزيد...
آخر الأخبار