الشجار بين الأطفال وموقف الأهل منه..!

 

الشجار بين الأطفال لا يكاد يخلو منه بيت من البيوت ،وكثيراً ما يستمتع الإخوة وهم يتشاجرون مع بعضهم البعض
فهم يتعرفون من خلال تلك المناوشات على إمكاناتهم ونقاط الضعف والقوة عندهم ،وهم يجربون نشوة الإثارة والانتصار
وقد يكون هناك اسباب كثيرة لهذا الشجار يمكن أن نذكر منها:

الغيرة ، والشعور بالنقص، والشعور باضطهاد الكبار وانشغال الأبوين عن الأطفال كما أن الأطفال الذكور يحاولون السيطرة على البنات ،
وقد يعيّر الأطفال بعضهم بعضا بشكل الجسم أو قِصره أو ضخامته فيتشاجرون
امتلاك اللعب
وكثيراً ما يتشاجر الأطفال لامتلاك بعض اللعب
وبالطبع فإن تلك المشاجرات تثير أعصاب الأبوين اللذين يصابا بالصدمة حين يعجزان عن منع تلك المشاجرات ،
حتى إن بعض الآباء يشك في قدرته على التربية ،
ويُسائل نفسه كيف لا يستطيع تربية أبناءه من دون شجار ولا خصومات .
وينبغي البدء أولاً بدراسة حالة الطفل الصحية فقد تكون سرعة الغضب أو البكاء اختلالاً في إفرازات الغدة الدرقية أو الشعور بالإجهاد أو الإمساك المزمن نتيجة سوء التغذية أوغيرها من الأسباب
الأهل من خلال هذه المشاجرات يسألون عن حل لمثل هذه الخلافات التي تقع بين الأطفال.
عرضة للإصابة
سؤال طرحناه على عدد من مدرسي علم الاجتماع والعلاج النفسي.
ماذا أفعل عندما يتشاجر الأولاد …..؟
يقول المعالج النفسي المدرس عبد القادر عوض:
ـ إذا كان أحد الأولاد عرضة للإصابة بأذى جسدي فعليك أن تتدخل فورا حتى تمنع الخطر المحدق ، بأن تنادي عليهم أن يتوقفوا عن الشجار فورا ، وهذا ما يحدث في شجار الأولاد عادة ، أم البنات فتميل إلى جولات الصراخ بدلا من استخدام العضلات .
ـ بعد تحقق الهدوء ، حاول أن تقضي وقتاً قصيرا في الاستماع إلى كيف بدأت المعركة ، رغم أنه من المستحيل غالبا أن تصل إلى القصة الصحيحة ، ولكن المهم هو أن تشعرهم أنك محايد وعادل ، وأنك تسمع لما يجول في صدورهم .
ـ إذا لم يكن هناك ضرب أو استعمال العضلات في النزاع، فلا حاجة إلى المسارعة للتدخل وحل النزاع ، فالأولاد يحتاجون لمثل تلك النزاعات والخلافات ، فهم يتعلمون منها أمورا كثيرة ، ولو حاولت منع الشجار تماما فإنهم سيبحثون عن بديل لتفريغ تلك الطاقة .
وإذا كنت دائم السيطرة على المواقف فهذا يعني أن العلاقة بينهم غير طبيعية ، ومضبوطة بسلطتك أنت عليهم ، وأنهم سيهجمون على بعضهم عندما تدير ظهرك عنهم ، أو أن تدوم روح العداء بينهم ، والتي لم يُنَفَّس عنها طوال طفولتهم ، وستكون العلاقة بينهم ضعيفة حيث يفضلون الانفصال عن بعضهم في أول فرصة
أشد قربا
من جانبه يقول المرشد النفسي خليل الأحمد : .
الأولاد الذين يُسمح لهم ببعض الجدال في صغرهم فيصبحون عادة أشد قرباً من بعضهم في كبرهم
ـ تذكر أن الخلاف بين الأولاد ليس كله ضارا ، وليس بالسوء الذي يبدو للكبار
ـ أوضح لأبنائك أنك لست ضد محاولتهم فض الخلاف بأنفسهم ، ولكن ضد الضوضاء التي يصلون إليها لفض خلافهم ، وإذا كان الخلاف على لعبة فيمكنك أخذ اللعبة منهم جميعا ، وأخبرهم أنه يمكن استرجاعها بعد أن يتوصلوا إلى اتفاق ،وقد يحتاج الأمر إلى إرسال كل منهم إلى مكان أو غرفة لفترة قصيرة.
ربما تكون المشكلة أعسر عندما يكون فارق السن كبيرا بين الأولاد المتنازعين ، ورغم أن الكبير أقوى من الصغير ، إلا أن الصغير قادرٌ أيضاً على إزعاج الكبير ، وخاصة أنه قد يحتمي بصغره ، وقد يبالغ الولد في ألمه ودموعه .
ـ حاول ألا تنحاز مع أحد الأولاد ضد الآخر ، أشعِرِ الكبير أن عليه أن يعطف على أخيه الصغير ، واطلب منه أن يخبرك فورا إذا كان قد حاول الصبر ولم يتمالك نفسه .
ـ ساعد الصغير على أن يحترم الكبير ، وألا يحاول إزعاج الولد الأكبر فينتقم منه .
ـ لا تسرع بمعاقبة المذنب فإن ذلك ينمي بينهم روح الغيظ والانتقام ، وقد يقع عقابك على البريء فيشك الطرفان في حكمك في المستقبل
لاتقارن
أما المرشد النفسي فواز العلي فيقول :
ـ لا تقارن الواحد منهم بالآخر فتقول لأحدهم
(إن أخاك كان أفضل منك عندما كان في سنك) ، أو ( إنك على عكس أخيك فهو يطيع من أول مرة أقول له شيئا ) ، فإن ذلك يجعل الولد يشعر بالذنب من نفسه والغيظ من أخيه ، وإن تكرار هذه المقارنة يجعل الولد يكره التشبه والاقتداء بأخيه رغم صفاته الحسنة .
ـ ولعل من الطرق المناسبة لامتصاص ثورة العراك بين الأطفال تحويل نقمتهم إلى نوع من العمل الإيجابي السليم ، كمساعدة الغير أو دعوتهم إلى مساعدة أمهم أو ما شابه ، ومن الخطأ أن يتوقع الآباء أن يتصرف الأبناء بعقلية الآباء .
ـ على الأم المحافظة على هدوئها قدر الإمكان أثناء غضب ابنها أو مشاجرته مع إخوته .
ـ على الأبوين أن يكونا قدوة حسنة فيقلعوا عن عصبيتهم وثورتهم لأتفه الأمور أمام الأبناء .
ـ لا تدع ابنك يذوق حلاوة الانتصار بتحقيق الرغبة التي انفجر باكيا من أجلها وغضب.
ـ على الآباء إصلاح أنفسهم أولا ، فكثير من حالات التشاجر عند الأطفال مرجعها الآباء أنفسهم ، بسبب سلوكهم المتَّسم بالحزم المبالغ فيه ، والسيطرة الكاملة على الطفل ، ورغبتهم في إطاعة أوامرهم طاعة عمياء ، وثورتهم وشجارهم بين بعضهم البعض ( أيالزوجين) لأتفه الأسباب.
ياسر العمر

 

المزيد...
آخر الأخبار