امتلأ صندوق النهار باﻷخبار السارة ، وغير السارة لكن وجهي بقي غائم الابتسامة اسم فعل ماضي بمعنى بـَعـُدَ /الفـرح/ اﻷصدقاء /الشعـر/ -انشغلتُ طيلة الوقت بمتابعة صفحات اﻷزياء المحلية حتى هذه التي كانت تشدني صارت باهتة لاقيمة لها عندي .
أغلقت جهاز الموبايل لا رغـبة بالتواصل مع أحد ،حتى مع نفسي أغلقتُ كلّ السبل التي تؤدي إلى عالمي الداخلي .
وانتقلت لصياغة قصة قصيرة ودون أن أنتبه تحولت لسيرة ذاتية، غادرتها إلى ومضة قصيرة بلا قفلة . تقدم ملك الموت وقبض على روحي هكذا هي الحياة لم تكن رواية ،ولاقصة ، بل أقصر من ومضة تركتْ خلفها أسرارها وغادرت.
قلت : أرثي ذاتي بقصيدة فتحول الرثاء إلى مديح، مدحت نفسي من إبهام الطفولة حتى هامة الشيخوخة ونمت النومة اﻷخيرة ، وأنا أردد هيهات يابو الزلف، أعرب لي هيهات ابتسم وكتب: هــ: هيك مشق الزعرورة يايما هيك يــ: ياليل الصب متى غده هــ: هونيك في شجرة على مفرق طريق أ : أهواك أهواك بلا أمل تــ: تعا ولا تجي سررت جداً بهذا الإعراب كونه أخذني إلى فيروز في عيد ميلادها فيروز القنديل الذي لا ينطفئ فتيل صوته على مر الزمن أسطورة تصنع لها التماثيل في كل ساحة كل القصائد ضيقة على اسمها الفضفاضُ الندي، الذهـبي العيار فيروز الطالعة مع الصباحات رفيقة الشمس وينابيع السلام يأخذك صوتها وأغانيها إلى عالم صافي السريرة من شوائب الحياة ، وسفاسف الشكوى تصير طيراً تغرد مع صوتها وتتمايل كغصن يمر به نسيم الصبح تقول : كيف مـرّ بعض الوقـت دون أن أعـبىء أنفاس نهاراتي من صوتها وأمضي إلى فرحي .
فيروز التي تربت أذنك على سماع أغانيها من وقف يا أسمر ، إلى شو بخاف دق عليك مالقيك، مرورا بـ مين دلك بالهوى ع بيتنا .
هيهات يابو الزلف تسمعها وتعيد سماعها عشرات المرات كأنك تكتشفها اﻵن باكتشافك جزء في روحك لم تكن اكتشفته قبل . فيروز التي جمعت بصوتها كل قصائد الشعراء الكبار من نزار قباني وقصيدته لا تسألوني ما اسمه حبيبي إلى بدوي الجبل وقصيدته خالقة إلى إلى ….
يبتسم وجهي وأنا أقـلب صفحة المسلسل الطويل ذو اﻷجزاء التسعة، وأبدأ التجديف من هيهات يابو الزلف إلى ياراعي القصب مبحوح جايي عبالي شروقي .
نصرة إبراهيم