كثيراً ما نردد (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر) ، عند فقدان قيمة الشيء أو الشخص الغائب في ساعة الحاجة الماسة إليه، حيث كان الغائب يسد تلك الثغرة بكفاءة و اقتدار ….
هذه المقولة هي عجز بيت شعري قاله الشاعر أبو فراس الحمداني عندما كان أسيراً بيد الروم.
تذكرنا بها مجريات أيامنا هذه، حيث ازدياد ضغوطات الحياة وخاصة المادية التي تطالعنا بين الحين والآخر بقصص مختلفة من أساليب الخداع والنصب والاحتيال التي امتهنها كثيرون بهدف الكسب المادي غير المشروع …
وكثيراً ما يكون ذلك على حساب البسطاء من المجتمع ،ومثال على ذلك قيام الكثيرين بإيداع مبالغ مالية لدى جهات خاصة (شركات أو أشخاص) بهدف تشغيلها لقاء ( أرباح شهرية ) على أساس أنها أرباح ..مع المحافظة على رأس المال الأساسي الذي لا يشمل الخسارة قطعاً
حيث يكون الاتفاق سرياً وشفهياً أو بموجب إيصالات وغير قانونية يتعهد فيها التاجر أو الشركة بإعادة المبلغ كما هو.
ومعظم من أودعوا المبالغ قاموا ببيع مصاغ زوجاتهم وبناتهم من أساور وحلق وأطواق وتسليم ثمنها لذلك الشخص المعروف من قبل أصحابهم بكرمه ونزاهته
وبعد شهرين أو ثلاثة من تسليم المبالغ وقبض الفوائد والكرم الذي يغمرهم به الأمين على اموالهم تكون المفاجأة
يأتي إلينا صاحبنا ويفاجئنا بآهاته وزفراته.. ليطلب منا الحل لمشكلة وقع فيها راجياً منا ألا نخبر أحداً بها.. وعندما نسأله عن السبب يقول : (خليها بيناتنا)
ويبدأ بسرد قصته المؤلمة التي تتضمن: متى وكيف ومن أين جمع (مصرياته)
– إي وبعدين؟؟ يجيب بحسرة وحرقة قلب: (يا رجل .. فص ملح وداب)
نتصل به لايرد…
نذهب إلى بيته نسأل عنه ..غير موجود!!
سمعنا أنه غادر القطر وسكّر الشركة وشمع الخيط وفل
والله رحنا أكتر من مرة بدون فائدة
صفينا عالحديدة!!
– طيب والكفيل؟؟
– مافي كفيل..و شو بينفعوا الشهود؟
وعندما سألناه لماذا لم تستشر أهل الخبرة قبل تسليمه أموالك قال:
نحن ما حبينا نعطي فرحتنا لحدا لما لقينا هيك فرصة وأعمى الطمع قلوبنا، ويعدد أسماء الأشخاص المنصوب عليهم ،والمغدور بهم من هذا الشخص و المبالغ …والمعاناة….
ثم يودعنا وهو يردد منه العوض… وعليه العوض…
ترى ماذا نقول لأمثال هؤلاء من النموذجين
( الناصب والمنصوب عليه) وهل سيكونون عبرة لغيرهم من السذّج أم أنهم سيبقون لقمة سائغة في مخالب الجشعين الذين ملؤوا المجتمع و وتفننوا بطرق و أساليب خداعهم مع أفراد مجتمعهم البريء؟.
مالك الحاج أحمد