المواطنة الحقه

لم أكتب هذه المقالة من باب الوعظ أو الإرشاد، ولا من باب النصائح لأن كل ذلك لا ينفع إن لم يتحول إلى عمل ملموس، وواقع حي، وسلوك يشعر به الجميع، وإلى قدوة يقتدي بها كل من أراد للوطن الخير والرخاء والتقدم والوفرة التي تنعكس أرقاماً حية على كل مواطن في هذا القطر الذي يتصدى للعدوان وحيداً من بين الدول العربية التي تراخت واستسلمت إلى درجة أصبحت شعوبها لا تثق بها.
المواطنة تعني الانتماء والشعور بالمسؤولية التي تقع على عاتق الجميع كل في الحيزِ الذي يشغله من أصغر مواطن إلى أكبر مواطن في سلَّم المهام والمواقع والمسؤوليات. فالمواطنة تتطلب من كل مواطن إذا رأى خللاً أن يعالجه أو يشير إليه لأنه شريك في ثروات الوطن وخدماته وإنجازاته وممتلكاته من صنبور الماء مروراً بمصباح الكهرباء وصولاً إلى المنشآت والشركات والمعامل وكل الأملاك العامة والمال العام، فكل مواطن يقف على الحياد أمام من يعبث أو يخرب أو يفسد أو يقوم بالإفساد للأملاك العامة فهو ليس مواطناً ولا تنطلق عليه صفة المواطنة لأن المسألة ليست تحقيق مصلحة خاصة والسكوت على الإساءة للمصلحة العامة.
فالسكوت عن الإساءة لمصلحة الوطن هو خيانة وطنية لايستحق صاحبها أن يكون مواطناً صالحاً يفتخر به وطنه ويعتز به، وهناك كثير من المواطنين قدموا أنفسهم شهداء في سبيل الوطن لأنهم أرادوه حراً أبياً فهؤلاء استحقوا التقدير والاحترام فكانوا القدوة والمثل للأجيال الناشئة، فالمواطنة هي بذل وعطاء وحب ووفاء ليبقى الوطن جميلاً خالياً من كل من يتلاعب بثرواته ويسكت عن أخطاء الآخرين أو فساد المفسدين أو سلوك المنافقين الذين لا يعرفون من المواطنة إلا مصالحهم الخاصة ولا يعرفون من الانتماء إلا الأمراض الاجتماعية التي لم تترك في أدمغتهم سوى التخلف والسعي إلى كسب المال الحرام….
المواطنة الحقة هي التي تجمع ولا تفرق، وهي التي تزرع الخير وتنبذ الشر، فمن كان فاسداً لا يمكن أن يكون مواطناً وخاصة إذا أسهم في إفساد الآخرين، فكل من يفكر أن الوطن بقرة حلوب يتسابق إلى حلبها فهو خارج دائرة الوطن مثله مثل من يعبث بأموال الآخرين دون وازع من ضمير، أو رادع من وجدان، والمتستر عليهم هو منهم…

أحمد ذويب الأحمد

 

المزيد...
آخر الأخبار