العالم سوف ينتهي في ….
كم مرة قرأنا هذه العبارة او سمعناها ؟! مرة بسبب نيزك يصطدم بالارض ، ومرة أخرى بسبب مذنب ..( أتذكرون مذنب هالي ) ؟!
ان فكرة نهاية العالم صارت أشبه بكرة لا يكف الناس عن دحرجتها منذ الأزل .في البداية كان السحرة والمشعوذون هم من يطلق هذه الفكرة ، أما اليوم فيطلقها العلماء ، سحرة هذا العصر ، والمشكلة اننا نصدقهم، بل علينا أن نصدقهم.
منذ اول إصابة بفيروس كورونا في اوهانا الصينية في ٢٠١٩/١١/١٧ وكرة الثلج تتدحرج وتكبر مسببة الخوف والهلع والإرهاب البيولوجي للبلدان قبل الأفراد. تداخلت المعلومات مع الإشاعات وتغيرت مظاهر الحياة اليومية .توقفت الحياة الاجتماعية والرياضية والثقافية والدينية في معظم أنحاء العالم مما أدى إلى تأثيرات سلبية على الفرد ونفسيته.
وإن كانت البلدان والحكومات قد سارعت لاتخاذ موقفها الدفاعي بشتى الطرق ، فإن الأفراد مالوا للتعامل مع الأزمة بروح الدعابة والمرح والسخرية كطريقة لتحديد الخوف من الوباء او كطريقة للتخلص من المشاعر السلبية واستعادة التوازن النفسي .
قال شاعر كوروني :
(وكنت أعشق قبلا لحن عطستها/ وصرت إن عطست ينتابني الهلع ) .
ويتساءل آخر : هل منع التجول يمنع الفيروس من التنقل ؟ ويهزأ ثالث : ماسر اللون الأخضر للفيروس ؟!
ندرك أننا في عين الخطر ،ولكن كيف نتخلص من رهاب هذا الفيروس المستجد الذي ساهمت التكنولوجيا ووسائل التواصل في سرعة انتشاره وتفشيه؟!
تبدو القراءة إحدى الوسائل كعامل مهم لاستعادة التوازن النفسي ناهيك عن الاستماع إلى الموسيقا أو الخروج إلى الطبيعة .
وبعيدا عن الآثار السلبية للفيروس مثل عولمة الخوف والرعب وتقطيع الاوصال بين دول العالم وحالة الشلل شبه التام وانقطاع أرزاق الناس والجماعات ، فإن من إيجابياته عودة التلاحم الاجتماعي الذي بددته وسائل التواصل الاجتماعي والإدمان على العمل.
كورونا غير اسلوب حياتنا للأفضل .عودة الأسرة للأجتماع حول مائدة الطعام وزيادة النظافة كما اختفت مظاهر التقبيل المجاني . وهناك أيضا انخفاض نسبة التلوث بعد توقف الطيران والمصانع والمواصلات ..والحجر في المنزل أعطى فرصة لترتيب المنزل مما يؤثر إيجابيا على النفس . وليس الأفراد فحسب ، بل الدول أيضا، عرفوا حجمهم الحقيقي ، فلا بلد متحضر او متخلف ، ولا غني او فقير .
بدأنا بنظافة الأبدان وعلينا المضي قدما نحو تنظيف قلوبنا وارواحنا من الرواسب .
اخيرا : يحاصرنا الخوف والقلق من فيروس امتثلت له أعظم الدول ، ونعاني من الحجر في المنازل ولايسعنا الا ان ندع أمرنا لرب البلاد والعباد .
بدر ابراهيم احمد