كتب المفكر والناقد الأدبي عطية مسوح عن الشعراء المبدعين الذين رحلوا باكراً فقال:
الشعراء الذين ماتوا وهم في ريعان الشباب والعطاء كُثر في تاريخنا الأدبي. سأذكر على سبيل المثال أربعة تركوا إرثاً شعريّاً مهماً, هم طرفة بن العبد (في العصر الجاهلي) ومحمّد بن العفيف التلمساني الملقّب بالشابّ الظريف (في العصر المملوكي), وعاش كلّ منهما ستة وعشرين عاماً, وأبو القاسم الشابي الذي مات في الخامسة والعشرين ورياض الصالح الحسين الذي مات في السابعة والعشرين, وهما من شعراء العصر الحديث.
إنّ عظمة الشعر الذي تركه هؤلاء تذكّرنا بقول المتنبي:
وما الحداثة عن حِلمٍ بمانعةٍ/
قد يوجد الحِلمُ في الشبّان والشيبِ/
سأذكر للأصدقاء أبياتاً من قصيدة شهيرة للشابّ الظريف:
لا تُخفِ ما صنعتْ بك الأشواقُ/
واشرح هواكَ فكلّنا عشّاق
فعسى يُعينك من شكوت له الهوى/
في حمله.. فالعاشقون رفاق
لا تجزعنّ فلستَ أوّل مُغرَمٍ/
فتكتْ به الوجنات والأحداق
واصبرْ على هجر الحبيب فربّما/
عاد الوصالُ.. وللهوى أخلاق