(وسيبقى خلخالنا مؤنثاً)

يقول الشاعر ابراهيم محمد ابراهيم:
وتبسَّمَتْ، حتى أقولُ تبسَّمَتْ
وتمايلَتْ، فترنّمَ الخلخالُ
فكأنّما الخلخال أحدَثَ ضجّةً
في خافقي وكأنها الزلزالُ
الخلخال في جميع المعاجم هو حلية كالسوار تلبسها النساء في أرجلهن وجمعه(خلاخيل) وفعله(خلخل) أي قلقلَ وحرّكَ وهزَّ بشدّة.
ربما تستغرب إن أخبرتك عزيزي القارئ أن الخلخال الذي تعرفه سواراً يزيّن كاحل القدم عند الأنثى أوّل من ارتدته نساء مصر في الزمن القديم، وكان المصريون القدماء أول من صنعوه وتفنّنوا في صنعه من أنفس المعادن كالذهب والفضة، وهنا عزيزي القارئ ستستغرب معلومة قديمة كنت تحتفظ بها -مثلي تماماً- أنّ الخلخال وُلِدَ في قدم الفتاة الهندية السمراء الساحرة واعتدنا جماله ورقته على كاحلها الراقصة الناعمة، وهنا عند اصطدامك بهذه المعلومة ستبتسم ابتسامة المنتصر وستردد بصوتك العالي أو المنخفض أوحتى همساً أن هذا الاختراع اللطيف هو اختراع عربي خالص لا تشوبه شائبة.
نعم سيدي… الخلخال اختراع لطيف جداً كان المصريون يقدمونه للعروس من ضمن(شبكة) زفافها، فيصبح متوارثاً من الإم لابنتها ثم لحفيدتها، وهناك الكثير من القصص التي تروي أن الخلخال المصري كان يُدفَن مع صاحبته في القبر بعد وفاتها.
والآن عزيزي القارئ إن قررت زيارة أحد المتاحف في مصر ستجده يعجُّ بالخلاخيل وأساور القدم الرائعة تصميماً وقيمة وقد نُقِشَ عليها والتمائم والألقاب الملكية.
بعض الدراسات تؤكد أن ظهور أول عيّنة لخلخال أنثى كان من خلال التنقيبات والحفريات في المقابر السومرية في بلاد الرافدين.. وهنا النتيجة واحدة في نشوة الانتصار التي تُحسَب للإنسان العربي مرة أخرى.
ارتبط الخلخال بمعتقدات ثقافية كثيرة فعلى سبيل المثال كان يُعتَقد أن ارتداء المرأة للخلخال في كاحلها الأيمن فهذا دليل على أنها مرتبطة وارتداءها له في كاحلها الأيسر يدل على أنها عزباء تنتظر الحب..
ولكن ما يقضُّ مضجعنا نحن الفتيات هو الأهم من هذا كله أن يبقى الخلخال رمزاً للأنوثة فقط.. للأنوثة فقط.. للأنوثة فقط.. بالتلاتة.. دون تعدي أشباه الرجال عليه فيصبح منتهكاً منهم كما انتهكوا من قبل حُرْمةَ حَلَقِ الأذن وربطات الشعر وغيرها من دلائل اقتراب الساعة..
ياااااا معشر الرجال.. كي تبقى الزينة لابسة خلخالا وعم تتباهى بحالا.. دعوا الخلخال أنيساً مؤنثاً ولا تقتربوا منه واكتفوا بالنظر إليه مزيناً أقدامنا وأقدامنا فقط من دون دخلاء مقرفين..
وبهكذا يبقى الخلخال طاهراً مؤنثاً…

كنانة ونوس

المزيد...
آخر الأخبار