ماذا تفعل الآن قبيل منتصف القلب بقليل ؟ هل انت غارق في كتاب كعادتك ؟
يهمني جدا ألا أكون مخطئة بحقك، او بحق نفسي. يهمني، أن أبقى متصالحة معك أمام نفسي وأمام الكون ..
أعرف حقا أنني أخطأت ، ولك أن تغضب كما يحلو لك ، ولكنني لا أدري إن كنت تعرف أنني أقدر جدا الحب الذي تمنحني أو الحياة التي تهبني ..
كل الإطئمنان ، كل الهدوء ينتابني حين أفكر بك أو حين أراك .. صورتك تحفر ببالي بعنف حتى دون أن أراك .
الآن …
المطر الذي يضرب نافذتي بعنف ، أشعر أنه يقع على جسدي المشتعل بك . لا أدري كيف أهرب بأفكاري بعيدا عن أفكاري الممتلئة بك ! أهرب منك فأصطدم بأغنية بدأت ببثها إذاعة الشرق للتو : “بغيبتك نزل الشتي ، قومي اطلعي عالبال ..” فأعاود الاختناق بك . أتمنى الخروج إلى العالم الواسع لعل ذلك يفرغ رأسي منك ، أجل منك . …..
كيف استطعت أن تحتل تفكيري بهذه الطريقة ؟ عبثا أحاول أن اغسل ذاكرتي وقلبي منك . أحيانا أحب أن أكون نسخة عنك ، أتمنى أن أشبهك ..أن أكون شيئا لك .. فخذني إليك .. اصنع مني شيئا كالورد أو اهدني ورودا بيضاء دائما .. دعني قريبة من قلبك لأستمع إلى نبضه وأعيش الأمان . علمني أكثر تفاصيل العالم الذي هو انت .
نعم ، أحاول أن أنساك فلا أستطيع .لا أستطيع إلا أن تملأ بالي بك . وكلما فكرت أن أنساك ، أتذكرك أكثر . أنت عصي على النسيان ، تتكاثر في ذاكرتي مثل مرض لا شفاء منه .
اشتقت لك كثيرا …
أحيانا أشتاق لك ، وأحيانا لا ، لكنني أشتاق لك أكثر مما لا أشتاق . وسأظل أشتاق لك حتى لو ملأت كل لحظاتي ….
تأتي إلى بالي في لحظات نادرة ..فيها شتاء .. فيها رعد وبرق .. فيها أزهار بيضاء ..أقاح وياسمين ولوز .. فيها أجمل الكلمات وأجمل الاغاني ..فيها ” بحبك ع طريق غياب ” ..فيها انت .
هكذا ترافقني دائما، وهكذا أحبك أكثر وأحب أن أصحبك إلى نهاية العالم .
ذات يوم قلت لك وعنك : إنك مجنون . هل حقا تحمل هذه الكلمة اي معنى سلبي ؟! لا أعتقد ، فالجنون هو الطريقة غير التقليدية للتعبير عن الحكمة . هكذا احبك : مجنونا وحكيما ….
ماعدت أتصور نفسي إلا وانا أمضي إليك . فأنت عند المساء ، وفي آخر الكتاب .في بداية الحلم وفي نهاية العالم …
انها الواحدة بعد منتصف القلب ..طابت ليلتك …