الدّروبُ تحترق
والوجع أخضر النزف
يخبو في المدى المقفر
نداءُ روحٍ آيلةٍ
للانعتاق
تهزمنا الأمكنة
وليس لنا ألا اجترار
الحسرة والندم
الصمت يحكم سطوته
الصدى يلتحف الظلمة
الحالكة
الحقول تخلع سمرتها
وتتساقط الخيبات
دون بكاء
مالحةٌ حكايا الريح
تدمينا المتاهات بقسوتها
ودون رحمةٍ
تصفعنا الجهات
وتشرّدنا المنافي
موصدةٌ نوافذ الغيم
ياحوذيَّ الوقت
تمهّل
مازال في جعبة العمر
بقيّةٌ من صبر
وأناشيد للحالمين
مازالت هناك
دروب لم يغتلها الصقيع
فدع أحصنةَ البرد تمضي
فالخطى ستزهر
ذات فرح
ويصبح للأيام
طعمٌ بلون الفجر
والفراش المحترق الأجنحة
سيعود للتحليق
في فضاءاتٍ رحبة
وهذا الأفق الشاحب
سينفض الرماد
عن أكتاف الزهر
سينبت الحلم
من بيت ركام العدم
وتعدو أيائل السفوح بحرية
ستزدحم المحطات بحقائب
الغائبين
الدروب تمزّق معطف
الانتظار
الخطى أكثر اتّساعاً وتوقاً
الضوء وبدمٍ بارد
يفضّ بكارة الخوف
والمناديل… .
تلوّح من بعيد
حيان محمد الحسن