أحاولُ رَسْمَ خريطةَ حُبِّيْ
هنا يا حبيبي على دفتري
سأبدأُ مِن ْ حيثُ كنّا التقينا
على زورقِ الصُّدفة ِ المُبحِرِ
أتَذْكُرُ ذاكَ اللِّقاء الجميل
على الرّغمِ مِنْ جَوِّهِ المُمْطِرِ
أتَذْكُرُ كيف التقتْ مقلتانا
و كيفَ ابتسمنا و لمْ نَشْعُرِ
هناكَ زرعنا زهورَ المنى
على شاطئ الحُلُمِ الأخضرِ
أتَذْكُرُ ما قلتَ لي يا حبيبيْ
أتذكُر ُ ؟ أمْ أنت لم ْ تَذْكُرِ
إذِ الوردُ مِنْ حولنا و الطّيورُ
تُزقزقُ مِنْ فوقِ غُصْنٍ طريْ
هَمَسْتَ بأُذْنيْ و قلتَ: انظريْ
إلى الطّيرِ في دوحهِ المُزْهِرِ
يغازلُ كلٌّ حبيباً لهُ
مع َ الصُّبحِ يا روعةَ المنظرِ
و كلٌّ يبوحُ بما عندهُ
فيا طِيبَهُ مِنْ لِقاءٍ ثريْ
و حَلَّقتَ بيْ فوقَ دنيا الخيالِ
بعيدا ً إلى عالمٍ آخَرِ
و صوَّرتَ ليْ حُبَّنا جنَّةً
و قلتَ ادخليها فلنْ تَخسريْ
و شيَّدْتَ ليْ في خيالي قصوراً
مِنَ العاجِ و الماسِ و الجوهرِ
و قلتَ كلاماً كثيراً ، كثيراً
عن الحبِّ ، عن غدنا المثمرِ
و منَّيتَنيْ بوعودٍ عليها
تسامى غروري بلا آخِرِ
و لكنّني بعدَ وقتٍ قصيرٍ
صَحَوتُ على وهميَ الأكبرِ
فقلتُ لَعَلّيْ أنا في مناميْ
أرى حُلُماً مُزعِجاً فاصبريْ
و لكنْ وجدتُ حقيقةَ كَوْنيْ
أعيشُ معَ الوهمِ يا مُنْكِريْ
عبدالكريم عزو الحسن