لطالما قلتُ في نفسي أنكِ الأنثى الأكمل، وبأنكِ التي تأخذيني من يدي إلى السماء .! ولكنني بدأتُ الخوف منكِ .. من تبعثركِ بداخلي بكل هذا الجنون! كيف سأجد مثلكِ إن رحلتِ؟ كيف سأستطيع المشي بمفردي من بعدكِ؟ أين تلك التي ستستطيع بكلمةٍ واحدة منها إطفاء لهيبٍ إن شَبَّ! كنتِ ترين بي الرجل الأعظم، _الرجل الأسطورة_، ثقتكِ بي جعلت مني رجلاً لا يستهان به .. صببتِ بداخل قلبي الطمأنينة، وعصرتِ غيمةً بأكملها على جذور روحي فباتت شجرة حياتي خضراءَ كما اللون الذي يلوّن عينكِ . كنتِ تهتمين بأصغر التفاصيل، بسيجارةٍ أُدخنها، بعدد نفثات الدخان التي تخرج من فمي، بعدد نبضات قلبي، و بشعرات ذقني المبعثرة، ببحةٍ قد أضمرتها كي لا يظهر حزني حينما أهاتفكِ .. فتكشفيها عبرَ لعبتكِ تلك : -“سأتخيل الآن ملامح وجهكَ من نبرة صوتك .!” تلعبين بشغبٍ في ساحات قلبي، وتنثرين بذور زهرة الفُل بين أنحاء جزءٍ اتخذتهِ بداخلي كحديقة! تأخذيني من يدي، وتركضين بي نحو السماء . معكِ أنتِ أشعر بأني في عالمٍ يخلو من الواقع، في عالمكِ أسبح، هناك تخبريني بأن كل شيءٍ ممكن، السفر معكِ ممكن، تقبيلي إياكِ ممكن، نومي في صدركِ ممكن، و شُربي القهوة قُربكِ أيضاً . بطريقةٍ مذهلة ترسمين ضحكة كنتُ فاقداً طعمها منذ مدة.. أشعر معكِ بأن غريزة الأبوّة لديّ بأوجِ اشتعالها، خاصة حين تتلفظين بكلماتٍ طفولية بغنجٍ مفرط، بغنجٍ يكاد يشعلني لو تعلمين .! شقية أنتِ ، لذيذةٌ أنتِ ، خلاّبةٌ جداً . لا أدري كيف أنسى اسمي، أو أتناساه .. لكي تعيدي عليّ لفظه مرات .. و أحب نفسي أكثر فأكثر .. فيكِ أنتِ وجدتُ يقيني، وضالَتّي، واهتديتُ إلى لهفتكِ التي تشعرني بالأمان .. لأتصنع الألم أكثر طمعاً بدلالكِ يا امرأة! كيف يمكنني أن أجد طفلةً وامرأةً في جسدٍ واحد؟ تجعلين من صمتي رواية، تتحدثين عني وكأنكِ أنا، وتسحقين وجعي بِنُكتَة، تكتمين سرّي، وتلونين عالمي بألوان قوس قزح، تأكلين ضعفي بدون أن تخبريني بأني ضعيف. وأرى نفسي فيكِ قوياً للغاية! أحدثكِ عن تفاصيلِ يومي، وأشرد بالحديث معكِ دون توقف .. تضحكين لأشياء أفعلها بسذاجة .. ليضحك الطفل بداخلي من كل قلبه . معكِ لا أخجل، أنا بوجهي ذاته، أرمي أقنعتي لِألتجئ إليكِ بعد تعب . تتغزلين بي، وتكتبين عني لأغرق، وتحملين بين أصابعكِ بيتي الأكبر .. تقولين لي بأنكِ ستقتلين كل من يحزنني، وبأنكِ الفارسة التي ستحميني من كل أحدٍ سيتجرأ على الاقتراب مني وتجعلين من نفسكِ الأنثى التي تحمل في زنودها العضلات، تحكين لي أشياء تسحبني كُلّي رويداً رويداً متغلغلاً فيكِ . وأغني.. وأغني لكِ : أيا امرأةً تمسك العمر بين يديها سألتكِ بالله لا تتركيني .!
لمى سامر منصور