مُثقلة تلك الوجوه، وهي في لحظات الترقّب والانتظار، وجوهٌ واجمة بائسة، يائسة ….تغيّرت نواميس الحياة، لا اليوم يشبه الأمس، ولا الصباحات تعلن افراحها وهي تودع الفلاحين وهم يحثّون الخطا إلى حقولهم المترعة بالحب والحنين! ؟ كل الأشياء تغيّرت، النظرات، الأحاديث، الاهتمامات، الحاجات، كانَّ زلزالاً ضرب الكرة الأرضية برمّتها وغيّر اتجاه الشمس، هل كل هذه الآثار سبّبها فيروس لا يُرى بالعين المجردة ؟ هل «الكورونا » هذا الوباء الزاحف على كل دول العالم مع اختلاف نسبة انتشاره شلّ حياة وتفكير البشر؟ هل هذا الوباء سرق ضحكة أطفالنا وعنفوان شبابنا وجعلنا نستكين لكلمة يأس من بعض ممن يعملون على نشر ثقافة الخوف والهلع واليأس لتصبح قلوبنا صمّاء، وعقولنا جوفاء؟ ! نأخذ القشور ونلهث خلف الشائعات والتي تُطبخ بمهارة بمطابخ عمل ويعمل سدنتها وسادتها على نشر ثقافة الحقد والكراهية، ثقافة اليأس والخوف والركض حفاة وراء قيم وعادات أقل ما يقال عنها« اكل عليها الزمان وشرب » ؟! بعض الناس يلهث -عن جهل- عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الشائعات والمعلومات الخاطئة عن قضايا وطنية، اجتماعية، تربوية، …مبتعداً عن مصدر المعلومة الحقيقي وبالتالي يساهم بطريقة أو بأخرى بتعويم ثقافة اليأس والخوف و… لنبتعد عن امثال هولاء ولناخذ المعلومة من مصادرها الرسمية فهي الأصدق والأقدر على تقييم الوضع اياً كانت مسبباته ونتائجة، لنبتعد عن نشر اليأس في نفوس أهلنا ،أحبتنا ،مجتمعنا، ولنزرع عوضاً عنه ثقافة الفرح، الأمل، التفاؤل، الحياة … ثقافة الضوء الذي يُجلي عتمة القلوب ووحشة الدروب، ثقافة التكافل الاجتماعي والتعاضد ونبذ الانانية وترسيخ قيم الإيثار والتعاون وفعل الخير …ثقافة المحبّة، الأسرة الواحدة، محبة الجار ومساعدة الفقير ،ثقافة ان سورية أسرة واحدة كبيرة ،يتبارى أبناءها لفعل الخير دونما مباهاة، يعملون كخلية النحل لتأمين رغيف الخبز، لا يوفرون جهداً لنشر الدفء والطمأنينة والآمان في بيوتها العامرة بالمحبة والإخاء …. هي ثقافتنا التي نريد، وهي بوصلتنا التي نسير عليها ونحن نواجه الازمات والصعاب، واجهنا عشر سنوات عجاف، حرب كونيّة ظالمة، عقوبات اقتصادية أشد ظلماً، إرهاب تكفيري عابر للحدود، لم نيأس اونتراجع،صمود أسطوري،معارك عزة وشرف، بدماء الشهداء وبطولات جيشنا الباسل حاربنا وصمدنا وانتصرنا…. كلنا ثقة بان صباحات الوطن البهيّة، الجميلة ستأتي، ستشرق وهي اكثر ضياءً وأكثر بهاءً ونقاء … لننشر الكلمة الطيبة ، ولنعزز الروح الإيجابية وكلنا ثقة بان المستقبل المشرق لنا ،ونحن نُعلي أشرعة الفرح والحياة …..
*حبيب الإبراهيم