اتصل بها بالهاتف وقال لها:
ـ حبيبتي.. سآتيكِ انتظريني في المكان الذي تعودنا أن نلتقي به دائماً أجل سألقاكِ بعد طول غياب.
أنهت المكالمة، وهمست بينها وبين نفسها:
ـ أحقاً.. بعد هذا الغياب سيعود.؟ هذا لا يصدق.. التفتت لمن حولها وقالت:
ـ أخيراً .. اتصل بعد سنين فراق، لقد كنت على يقينٍ أنه سيعود إلي ولن ينساني لكن كيف سألقاه.. نظرت بالمرآة. رأت وجهها اندهشت لقد تغيرت كثيراً الوقت يمر سريعاً وبطيئاً.
سريعاً لأنها بحاجةٍ لإعادة النظر بشكلها وهندامها.
بطيئاً حتى تصل إليه وتلقاه، وتحضر له الزهور التي يحبها وتحبها ..
وبلحظاتٍ خرجت للقائه حاملةً بيدها بعض أزهار القرنفل الأحمر الجميلة سارت إلى المكان الذي تعودت أن تلقاه به منذ سنواتٍ إنها لا تنسى الركن الذي جمعها مع حبيبها.
مشت مسرعةً إلى مبتغاها وتساؤلاتٍ كثيرةٍ تدور برأسها:
كيف ستلتقي به..؟ ماذا تقول له..؟ هل ستعاتبه أم تلقاه باسمةً برقيق الكلام.
احتضنت الأزهار بيدها، وهمتّ تقطع الشارع، فجأةً صدمتها سيارةٌ كانت مسرعةً تسابق الريح، تناثرت الورود من يدها على زجاج السيارة وسقطت هي أرضاً كانت الضربة قاسيةً جداً على جسدها ورأسها.
نزل من السيارة، المفاجأة فوق احتماله.. انعقد لسانه ودارت الدنيا به, لم يعد يرى أمامه إلا هي صاح بأعلى صوته:
ـ إنها هي.. يا إلهي ماذا فعلت ؟. لقد كانت تقطع الشارع مسرعةً.
حملها بيديه ضمها لصدره احتوى رأسها بيديه وقد غطت الدماء شعرها الكستنائي المسترسل على كتفيها، جمع الورود وقال للناس الذين تجمعوا حول الحادث:
ابتعدوا إنها حبيبتي, لقد أتيت للقائها أنا سأسعفها لأقرب مستشفى وأنا مسؤول عما فعلت.
سمعت وهي تحتضر بين الموت والحياة صوته.. فتحت عينيها وقالت له:
ـ لا عليك حبيبي.. المهم التقينا. ..
و ماتت .
رامية الملوحي