ضفاف العاصي…
(( كم علينا أن نشكر الشّعر لأنّه يتيح لنا أن نلتقي بمن نحبّ )) عبارة رددتها في غير مهرجان حال وقوفي على المنبر ..
نعم له الشّكر والتّحية لأنّه حملني على راحتين من غمام ونور وجال بي جلّ جغرافيّة الماء جلّ مدن ومحافظات سوريّتنا العظيمة ..
الشّعر الذي أدخلني غبطة كضوء ..كنسمة ..كسرب عصافير دوحة الأصدقاء الشّعراء تأملت كناسك بهاء ورودها الملكوت فهامت روحي بكل ذاك النّور المنبعث المشع من تربتها المقدّسة فمضيت كدراويش ذاك الزّمان أدور ..أدور حول نورها أم حول ذاتي فالأمر سواء ..لن أطيل ..
دعتنا مديرية الثّقافة في مدينة درعا وبرعاية وزارة الثّقافة للمشاركة في فعاليّات مهرجانها الشّعري التّاسع ..مهرجان أبي تمّام للأدب هويّة وإبداع في 19/7/2022
ولأنّنا نؤمن بدور الشّعر في التّأسيس لثقافة السّلام والمحبة والخير والجمال كان لابد لنا من تلك المشاركات ..لا بد لنا من أن نسلك كلّ الدّروب ..أصعبها وأخطرها لإيماننا أيضاً بأن أرواحنا ليست أغلى من أرواح أبناء المكان من جهة وليست أغلى من أرواح أخوة وأبناء لنا ..أبناء الجيش العربي السّوري ..
فكنّا حيث يجب أن نكون ..في الرّقة ( السّبخة ) ..- حلب – السّويداء – درعا ..الخ
كانت هي المرة الأولى التي أزور مدينة درعا هذه المدينة التي قرأت الكثير الكثير عن تاريخها وخبرت أصالة و عراقة أهلها من خلال علاقات الجيرة والزّمالة لا بل عبر تلك الصّداقات الممتدة لعقود مع أبنائها سيّما الشّعراء منهم..عبرنا والأصدقاء الشّعراء دروب درعا و الحقول على جانبي الطّريق خضراء يانعة وكان صديقنا الأديب سمير المطرود دليلنا السّياحي الجميل الذي عدّد لنا أسماء كل القرى والبلدات التي مررنا بها وما تمتاز كل بلدة عن غيرها ..أدباء وشعراء قدِموا من مختلف المحافظات السّورية لنقول لأهلنا في درعا أنّنا معا كسوريّين و لا يمكن لقوّة ما أو قوى ما أن تغيّر ما في قلوبنا من محبة وتسامح ورضا وقبول ..نحن السّوريّون أبناء عقل حيّوي قدّم للعالم أبهى مفردات المحبة والجمال .. وما نمر به اليوم هو حالة طارئة لا تشكل شيئاً في الامتدادات التّاريخية لهذا الشّعب ..لابد لنا من التّعاون معاً للخلاص من كلّ هذا الخراب وهذا الموات لابد ..وسننجح وستؤول كل هذه الأيّام ذكريات مؤلمة كتلك التي كانت أيام (السّفر برلك) ..سيذكرها الشّعب السّوري وعيونه تجاه مستقبل آمن دفع الكثير الكثير وضحى بأغلى ما يملك للوصول إليه ..وسيصل
تحيّة لمديريّة الثّقافة في درعا على كل ما قدمته فكان المهرجان ناجحاً يضاف إلى مهرجانات الوزارة المائزة التي يعوّل عليها في تعزيز ثقافة المحبة والخير والجمال التي فطر عليها المواطن السّوري
عبّاس حيّروقة