كثيرًا ما وعدتنا الحكومة في بدايات هذا العام ، بتحسن الواقع الكهربائي بعموم البلاد ، في النصف الثاني منه.
ولمَّا تزل الذاكرة محتفظةً بتصريحات رئيس الحكومة ، ووزير الكهرباء في هذا الشأن ، التي عُدَّت آنذاك تطميناتٍ للمواطنين بأن الانفراج قريب ، وخصوصًا بعد تنفيذ عدة مشاريع كهربائية وصيانة محطات كبرى في عدة محافظات ، بالتعاون والتنسيق مع دول شقيقة وصديقة !.
وخصوصًا بعد رفد بعض المحافظات ـ ومنها محافظتنا حماة ـ بقوافل من الشاحنات المحملة بالمحولات والمعدات الكهربائية ، لتحسين المنظومة الكهربائية وزيادة وثوقيتها بحسب تعبير الوزير !.
ولكن كما يبدو حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر ، أو أن التصريحات آنذاك ولاحقًا لم تكن مبنيةً على وقائع ، أو مستندة إلى معطيات حقيقية ، أو لربما كانت مجرد تصريحات إعلامية ظنَّ مطلقوها أنها ستذهب أدراج الرياح ـ كغيرها من التصريحات الحكومية غير المسؤولة ـ ولن يوثقها أحدٌ ولن يكترث لأمرها متابعٌ ، وشعارهم في ذلك ” ما يبث على الهواء يتلاشى مع الهواء ” !.
والدليل على الاستخفاف بعقول الناس ، أن الكهرباء اليوم بأسوأ حالاتها ، فهي تدخل البيوت لنصف ساعة فقط ، بعد كل 5.5 ساعات من القطع الإجباري ، وتأبى أن تقيم إلًّا لدقائق ، إذ تغادر من البيوت كل 10 دقائق مرة لمدة 5 أو 7 دقائق ، وكأنها “تجاكر” أهل البيت الذين من شوقهم إليها يستقبلونها بالهنهونات والزغاريد !.
ومع ذلك تفرُّ كما يفرُّ أصحابُ التصريحات من تصريحاتهم .
محمد أحمد خبازي