تحليل القوالب الموسيقية الغربية في حوار مع غاندي حنا

للحديث عن الموسيقا وأهميتها في حياتنا كان للفداء لقاء خاص مع في جامعة البعث – كلية التربية الموسيقية الموسيقي والمحاضر غاندي حنا وبدأ حديثه قائلاً: إن كل شيء في حياتنا قابل للتحليل وعندما نقول حلّل الشيء أي أرجعه إلى عناصره أوحلّل نفسية فلان أي درسها وكشف خباياها أونقول مثلاً تحليل جملة أي بيان أجزائها ووظيفة كل منها وهناك التحليل المالي والإحصائي والنفسي والتحليل في الطب.
وعن التحليل الموسيقي قال حنا:هوتجزئة العمل الموسيقي بأكمله واستكشاف أجزائه وعلاقتها ببعضها البعض وبالعمل الموسيقي ككل. 
واوضح أن العمل الموسيقي كما الأدب يتضمن أحرفا وكلمات وعبارات ومقاطع وأفكارا تشكل باجتماعها تصميماً معيناً يتذوقه المهتم والناقد والمستمع على السواء كلٌ بحسب طريقته الخاصة. 
وشبه غاندي حنا الموسيقا بالبلاغة الكلامية وبما أن القالب الموسيقي متكامل و يتألف من أجزاء منفصلة بعضها ومثل تلك الأجزاء الكبيرة في القالب تذكرنا بفصول رواية أدبية والأجزاء الأصغر هي عبارات وجمل وكلمات مختلفة الطول.
والنوتة عند حنا شبهت بـ”الحرف” في الأدب ونستطيع تعريفها بأنها”أصغر وحدة لحنية في الموسيقا” وعندما نقول مثلاً نوتة معينة ولتكن علامة موسيقية واحدة نوتة صول أو ري أو دو وتساوي زمنا واحدا أونصف زمن وعند اجتماع عدة أحرف ستشكل لدينا كلمة في الأدب وأيضاً اجتماع عدة نوتات موسيقية أو درجات ستشكل لدينا مايسمى “الموتيف” في الموسيقا.
وعرف الموتيف بأنه أصغر خليّة لحنية في الموسيقا وأصغر فكرة موسيقية في القالب قد تتراوح في قصرها من ٢ إلى ٧ علامات موسيقية لكنها تحتوي قيمة فكرية معينة تسهم في إعطاء الجملة الموسيقية شخصيتها.
وعند اجتماع وتكرار عدة موتيفات ستشكل لدينا جملة موسيقية كما تشكل في الأدب عدة كلمات بجملة والجملة هي “الوحدة الأساسية في الموسيقا” وعند تكرار موتيف واحد عدة مرات تحصل الجملة الموسيقية على شخصية واحدة وهنا تقابلها عدة شخصيات.
وحدثنا غاندي حنا إلى ان احتواء الجملة الموسيقية لعدة شخصيات يرتبط مباشرة بحجم العمل وقدرته على استيعاب كم الأفكار التي تجري في ذهن المؤلف الموسيقي. 
وتكمن أهمية “الموتيف”بشخصيته المميزة التي تطغى على العمل وترسخ في ذهن المتلقي وقد تكون الجملة الموسيقية مطوَّرة وعند اجتماع عدة جمل سيتشكل لدينا قالب نسميه في الموسيقا”قالب مرحلة” وهوأصغرقالب ذو فكرة منتهية.
 واوضح أن محتوى قالب المرحلة”القياسي” لعدد الجمل هو جملتين نستطيع أن نسمي الأولى “سؤال” والثانية”جواب” وقد يحدث العكس فيأتي الجواب قبل السؤال وهذا مافعله الموسيقي العظيم “بيتهوفن” وقد تتضمن المرحلة ثلاثة جمل أوجملة واحدة مطورة فقط ما ينتج عنها وحدة أكبر حجماً ذات فكرة أكثراتساعاً تُسمى الوحدة بالمرحلة.
وتحدث عن التطوير وهوزيادة حجم الفكرة والتوسع بها وينتج عنها توسع بالتصميم والبناء النغمي والقصد هنا اجتماع عناصر الموسيقا من اللحن (الميلودي) والإيقاع الذي هو الشق الزمني في الموسيقا وطابع الصوت أما البناء النغمي فهو سيرالحركة الهارمونية والمقصود هنا التوافق والانسجام عندما نقول مثلاً نوته  دو مي صول يتشكل لدينا آكورد أو تآلف عند عزف هذه النوتات مع بعضها بنفس الوقت إضافة إلى القيمة الانفعالية الناتجة عن التطور وكلما ازداد التطور كلما انفتح القالب الموسيقي إلى حدود أكبر في تصميمه.
وعند اجتماع مرحلتين يتشكل لدينا قالب الثنائي البسيط في الموسيقا فتكون المرحلة الأولى هي الجزء الأول منه والثانية هي الجزء الثاني منه.
وقال حنا: عندما نتحدث عن التوسيع في القالب الموسيقي نقصد به إعادة فكرة ما بشكل أكثر تطوراً ما يؤدي إلى زيادة حجمها مقارنة بطرحها الأولي ونلاحظ هنا أن لكل رواية أدبية مقدمة وجزء وسط وخاتمة وذروة أيضاً في القالب الموسيقي نفس الأجزاء المذكورة فالخاتمة هي تلخيص أفكار القالب اوالعمل الموسيقي وتأتي في نهايته وتسمى”الكودا”وهناك الكوديتا التي هي أصغر من الكودا.
صفاء شبلي

المزيد...
آخر الأخبار