ثمة عائلات كثيرة تضررت منازلها بفعل الزلزال ، ولم تلجأ إلى مراكز الإيواء التي افتتحتها المحافظة بالمدارس وغيرها ، بل لجأت إلى أهلها وجيرانها وأقربائها ، في مناطق غير مناطق سكنها الأساسي ، وهي بمنأى عن الإحصاءات الرسمية ، التي تركزت في جلها على الذين انهارت أو تصدعت بيوتهم وتوجهوا إلى مراكز الإيواء ، وعن جهود ومبادرات الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية العاملة بالمحافظة ، وأصحاب الأيادي البيضاء ، باستثناءات قليلة وفي مدينة حماة فقط !.
وهذه الأسر المتضررة هي أيضًا بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي ، بل والأسر التي تستضيفها أمست بحاجة ماسة لمعونات غذائية وغير غذائية ، فقد كانت تعيش بحالها وأحوالها ، وعلى قد بساطها كانت تمد أرجلها ، واليوم صارت بأهلها وجيرانها ، الذين شكلوا ـ ويشكلون ـ أعباء إضافية عليها ، وإن لم تصرح بذلك ، ولم تعبر عن ضيقها الشديد علانيةً ، مراعاةً لمشاعر من تستضيف ، ولكنها في الحقيقة تعاني وتعاني وتسكت على معاناتها كرمى لعيون ضيوفها ! .
وكلنا نعرف الظروف المعيشية الصعبة ، التي كنا نعاني منها جميعنا قبل الزلزال فما بالكم بعده ، وقد تفاقم الغلاء ، وضاقت سبل العيش أكثر ، بفعل الوحوش البشرية الضارية ، التي تستغل الراهن أبشع استغلال ، وتستنزف مقدرات العباد أقصى استنزاف .
وباعتقادنا ، إلى هذه الأسر ينبغي أن تركز الجهات العامة والجمعيات الأهلية اهتمامها ، بالتوازي مع المقيمين بمراكز الإيواء ، وأن تدعمها بما يساعدها على تلبية احتاجاتها الغذائية وغير الغذائية ، وبما يُمكِّنُ الأسر المستضيفة من تحمُّل أعباء استضافتها ، فالمساعدات التي تدفقت ـ وتتدفق ـ للمحافظة تكفي وتزيد ، إذا ماوزعت لكل المواطنين فردًا فردًا ، أو أسرةً أسرةً في كل مدينة وقرية وبلدة .
محمد أحمد خبازي