* ” تراثنا كيف نعرفه” للكاتب حسين مروة، كان عنوان الكتاب الذي تمت قراءته ومناقشته والحوار حول أفكاره ومضامينه في اللقاء الجديد لنادي القراءة في صالون سلمية الثقافي ، بإدارة الشاعر عبد العزيز مقداد وتقديم الأديب نضال الماغوط.
كتاب ” تراثنا كيف نقرأه؟” يتألف من ٢٧ فصلا، هو عبارة عن مقالات أدبية كان قد نشرها مروة في مجلتي ” الطريق” و ” الثقافة الوطنية” بين عامي ١٩٥٥ و ١٩٨٠، وقام بجمعها لتكون كتابا، يؤرشف بعض الأحداث والشخصيات التاريخية في تاريخنا العربي، حيث حاول الكاتب مروة في هذا الكتاب أن يقدم نقلة نوعية في طريقةالتعامل مع التراث، ومعرفته اعتمادا على الفكر العلمي لا على الفكر العيني، أي تقوم على النظر إلى التراث في واقعيته في كونه واقعا تاريخيا.
ومن أبرز الفصول التي تطرق إليها الكتاب هي ” ثلاث شخصيات صلبها التاريخ” وهم ” أبي رغال” ويرمز إلى الخيانة، و ” عرقوب” ويرمز إلى عدم الوفاء بالوعود، و “سينمار” ذلك الشخص المبدع في البناء، الذي قوبل بالشر والغدر مقابل الاحسان على يد ملك الحيرة ، الذي قتله بعدما بنى له قصرا فريدا بالدقة والإبداع ، فكان جزاءه القتل، وغدت هذه الشخصيات الثلاث رموزا في التراث العربي لدى الأجيال اللاحقة.
فصل آخر مهم في الكتاب هو ” الفكر العربي في عاصفة التاريخ” ، يجسد فيه مروة مقولة الخليفة مروان بن عبد الملك آخر الخلفاء الأمويين ، موجهة إلى عبد الحميد الكاتب ” انج بنفسك يا عبد الحميد، فإنهم إن قتلوني خسرني أهلي وحدهم، و إن قتلوك خسرك العرب جميعا” .
عناوين أخرى بارزة يتضمنها الكتاب منها:
” ابن سينا فكرة تقدمية، القصة العربية خلال التاريخ، المرحلة الحاسمة في حياة المتنبي، شخصية المعري في ” سقط الزند” ، كليلة ودمنة تراث عربي أصيل ، البخلاء للجاحظ في ضوء النقد الواقعي، ابو حيان التوحيدي، الشعوبية في التاريخ العربي، من أدب الحب في تراثنا-طوق الحمامة- لابن حزم ، السمات الثورية في التراث الأدبي العربي، النزعة الصوفية والتصوف في المجتمع “.
– الأديب نضال الماغوط قال من خلال قراءته للكتاب بأن الكاتب مروة يدعو فيه إلى فهم جديد وواقعي وعلمي للتاريخ العربي والإسلامي ، وإن هناك تآمرا على التراث العربي، وإن دراسة التراث حسب الزمان والمكان ليست منفصلة عن واقعها، وإن هناك جوانب إيجابية في تراثنا، بالمقابل فقدت بعض الجوانب وجرى طمسها.
أعقب القراءة مداخلات غنية قدمها الحضور، حول مضمون الكتاب و حول التراث العربي، ما أغنى القراءة وزادها تشويقا ومعرفة
سلمية .. نصار الجرف