كتب المهندس مجد حجازي معاون مدير الثقافة بحماة وخبير الآثار المعروف
بطاقة محبة هي صورة للوح تذكاري من مقتنيات متحف حماة الوطني وهو عبارة عن لوح بازلتي يعود على الأغلب للقرن الخامس الميلادي نُقش ونُحت عليه بشكل بارز قصة القديس سمعان العمودي ..
.
الراهب سمعان الذي ولد عام 389م ببلدة صغيرة بالقرب من جبل سمعان في قضاء حلب كان زاهدا ورعاً يصوم لأيام دون طعام أو شراب ويبقى لأيام واقفا مسبحا متعبدا الله ..
.
اشتهر الراهب سمعان بين الناس الذين باتوا يقصدونه للتبرك ، فما كان منه إلا أن اعتزلهم وفضل الابتعاد والبقاء متعبدا ناسكا يعيش فوق عامود بناه بارتفاع 15 مترا تقريباً وذلك لمدة أكثر من أربعين سنة ، حيث كان تلاميذه يصعدون له فوق رأس العامود ويزوره الناس لإيمانهم بقداسته وتحقيق دعائه ..
.
بعد وفاة القديس سمعان تم بناء كنسية كبيرة متسعة حول العمود بأمر إمبراطوري ماتزال آثارها موجودة حتى الآن ( سأرفق صورا لها بالتعليقات) والكنيسة يعود تأسيسها للعام 390م وهي ذات شهرة واسعة وكانت مقصدا للزوار و السياح والمتدينين من مختلف أنحاء العالم وليس فقط من سورية لاعتبارها من أهم وأعظم الكنائس المسيحية في الشرق ..
.
نعود للمنحوتة الموجودة بمتحف حماة نشاهد تجسيد للقديس سمعان متربعا فوق العمود متماهيا معه وأيضا نشاهد أحد تلاميذه ممن يقومون بخدمته وهو يهبط سلماً خشبياً حاملا بيده مبخرة و فوق الجميع هناك نحت لطائر يحمل بمنقاره إكليلا يحاول وضعه على راس الراهب سمعان كرمز للمباركة والقدسية ..
.
ختاما أجمل الأمنيات بالسلام والبركة للأصدقاء الأعزاء المحتفلين بمناسبة أعياد الفصح ..
كل عام وأنتم بألف خير
لكم خالص المودة
.
هامش : قصة القديس سمعان جُسدت بمنحوتات وأيقونات مختلفة منها نموذج موجود بمتحف اللوفر بباريس -فرنسا ونموذج آخر موجود بمتحف بودي ببرلين-ألمانيا