على ضفاف العاصي : نرى ونقرأ ونسمع أثرياء الفساد الثّقافي

لاشك أنّ هذا العنوان يقودنا تجاه جمل وعبارات ألفناها من كثرة تردادها على وسائل التواصل و الإعلام مثل ( أثرياء الحرب ) والثّراء هنا ببعديه المادّي و المعنوي فنرى أنّ المرحلة تفرز مفرداتها الخاصة بها وتعمل على تسويقها ونحن هنا لسنا في وارد البحث في آليّة بناء الثّروة إذ لم تعد تخفى على أحد فالحرب سمحت بنمو طبقة طفيّليّة سادت وساست فأصبحت من الثّراء الفاحش مالم يتوقعه أحد
.. ولكن ما يمكننا الحديث به وعنه هو حال مشهدنا الثّقافي الذي كتبنا عنه غير مادة في محاولة منّا تسليط الضوء على ما يعانيه من علل وآفات ووهنٍ لعلّنا ننجح في الحدّ من تدفق هذا السّيل الجارف من السّلوكيات التي تتهدد نبعة هنا وسواقي عذبة وشلالات هناك.. جميعنا يرى ويسمع ويقرأ إعلانا ما عن جائزة ما فنصاب بالدّهشة حيال النّتائج إذ ثمّة معايير مغايرة وآليّة تحكيم مخجلة!!
نرى ونسمع ونقرأ عن تلك التي نشرت على صفحتها وعبر مواقع أدبيّة الكترونية قصائد مذيّلة باسمها فكُشفت وتم مواجهتها وكُتب الكثير الكثير عنها حد الفضيحة ورغم ذلك بطريقة ما ..بأسلوب ما طبعت وتقدمت بطلب انتساب لمؤسسة ما وتمّ قبولها بعد رفض ورفض
.. أو عن تلك التي قرأت وفي مهرجانات عدة نصوصاً شعريّة فيها مافيها من أبيات عدة مسروقة إضافة إلى ماتعج به مجموعاتها من مسروقات ( نسخ لصق ) ورغم ذلك لم نسمع بجهة رسميّة حاولت أن تضعها أمام مرآتها لترى قبح فعلتها..لا بل على العكس تتنقل من منبر إلى آخر وتتنمر على هذا وذاك !!!
نرى ونسمع ونقرأ عن سدنة المهرجانات وأساطينها أولئك الذين ألفتهم المطارات والسّفارات لا سيّما أنّ الجهات الدّاعية حمّلت المدعويين تكلفة السفر ذهاباً وإياباً ,ومن هنا ندرك جيداً مَنْ مِن الأدباء والشّعراء الكبار الذين من الممكن أن يتمكنوا من السّفر ليمثلوا أوطانهم ثقافة وشعراً وقِيَماً ؟؟!!
نرى ونسمع ونقرأ عن شعراء كتبوا لـ ( شعراء ) غير مجموعة وتقدموا بموجبها إلى مؤسسة ثقافية رسميّة للطباعة ومن ثم للانتساب لها ونجحوا بمفرداتهم الخاصة التي باتت مكشوفة للجميع ..وهم اليوم يجلسون في الصفوف الأمامية وكأنهم اشتروا المكان والزمان معاً ..كما أننا سنراهم خلال سنوات قليلة رؤساء منابر وجمعيّات ثقافيّة وبيدهم قرار القبول والرّفض
نرى ونقرأ ونسمع عن منتديات وملتقيات (ثقافيّة) كانت افتراضيّة (فيسبوكيّة) كيف تجسدت حقيقة فجابت بأعضائها منابر مدن و محافظات القطر وسط تهليل جاهلي من مقامهم الذي بات يمنح لا شهادات التقدير والمرحات وحسب بل شهادات الدكتوراه لمن يشاببههم في الهشاشة والتفاهة
ولكن أخشى ما أخشاه أن يكون هذا ما تفضل به الفيلسوف الكندي ((آلان دونو)) في كتابه المشهور ((نظام التفاهة )) حيث قال :
((إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام، لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم ، ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء، بكل تفاهتهم وفسادهم؛ فعند غياب القيم والمبادئ الراقية، يطفو الفساد المبرمج ذوقاً وأخلاقاً وقيماً؛ إنه زمن الصعاليك الهابط”. ويقول : “وكلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال والهبوط كلما ازداد جماهيرية وشهرة ))
!! أقول : نجحوا ولكن إلى حين .. خدعوا الكثير الكثير منّا ولكن ليس بإمكانهم أن يخدعونا كلنا ختاماً : لا بد من التّنويه أنّ حديثي هذا ليس تعميماً أبداً فثمة شاعرات وشعراء نباهي بهم بجوائزهم الأدبية وبمشاركاتهم وبتمثيلهم الحق للصّوت الشّعري السّوري خاصة والعربي عامة ( مهرجان البابطين ) أنموذجاً

المزيد...
آخر الأخبار