نبض الناس..
مخطئٌ من يعتقد أن عملنا كصحافة يقتصر على رصد نصف الكأس الفارغ فقط ، من كل شيء وتناوله بالنقد الصريح أو التلميح ، للتدليل على تقصير الجهات العامة في مجالات عملها أو إهمالها ، عامدةً متعمدةً أو سهوًا ، لتصحح المسار وتقيِّم الاعوجاج ، بما ينفع الناس .
نقول مخطئ من يظن ذلك ، لأن غاية عملنا الحقيقة ، ولا يكتمل إلّا برصد نصف الكأس الملآن أيضًا ، إذا أردناه موضوعيًّا .
ومن تبديات نصف الكأس الملآن في هذه الأيام من عطلة العيد ، دوام العاملين في مخابز المحافظة العامة ، الذين يعملون لساعات طويلة وبظروف عمل شاقة ، لإنتاج الخبز وتأمينه للمواطنين .
وكذلك الطواقم الطبية والتمريضية في المشافي الوطنية ، المستنفرة على مدار الساعة لتقديم الخدمات الطبية والإسعافية ، للمرضى الذين يقصدون تلك المشافي لأمر طارئ.
وبالطبع عند الحديث عن نصف الكأس الملآن ، لابد من ذكر رجال الإطفاء والدفاع المدني ، وعمال النظافة ، وطوارئ الكهرباء ، والزنود السمر وراء آلات المعامل والشركات الإنتاجية ، ومن قبل ومن بعد الجباه العالية من رجال الشمس بواسل الجيش العربي السوري في كل مكان من ربوع سورية الحبيبة .
قد يقول قائل : إن عمل ما ذكرناهم في عطلة العيد ، هو واجبهم ماداموا ارتضوا أن يكونوا عاملين في الدولة ، وهم يتقاضون عليه أجرًا !.
ونحن نقول : صحيح أنهم عمال في الدولة ، ويؤدون واجبهم ويتقاضون رواتب كسائر الموظفين ، ولكنهم في أيام عطلة على رأس عملهم ، وفي الوقت الذي يكون فيه الآخرون مع أهلهم وأسرهم ، تراهم بعملهم الذي لا يمكن أن يتوقف كأي عمل آخر .
وأما عن أجرهم وتعويضاتهم ، فالحديث بهذا الشأن ذو شجون ، وسكوتنا ههنا أفضل من كلامنا ، كيلا نعكر عليكم هذه الأيام الجميلة ، مادمنا في مناسبة سعيدة أعادها الله عليكم بكل خير .
محمد أحمد خبازي