الأديب الراحل موفق أبو طوق :  رؤى في الأدب والحياة                                            أ. د. إلياس خلف

رحل الأديب الكبير موفق أبو طوق عن دنيانا الزائلة،مخلِّفاً إرثاً أدبياً ثرياً،فقصصه الموجهة إلى الأطفال كنزٌ لا يقدر بثمن؛ لأنها تحفل بالإرشادات التي تحث الأطفال على سلوك الصراط المستقيم كي يصبحوا رجالاً بحق،  رجالاً يسهمون في بناء وطننا بناءً سليماً،فتعود القيم المثالية من حق وخير ووئام وسلام؛ فننعم بحياة ملؤها النعيم بكل ما تعنيه هذه المفردة، وهذه دلالة جلية على رؤيته للأدب، والقصة تحديداً، بوصفها نبراساً يضيء ظلمة الحياة ويذكي شرارة الأمل في النفوس حين تعبس الأيام ويطغى القنوط واليأس.
ففي أقصوصة عنوانها ( بزوغ فجر الأمل ) يؤكد أديبنا الكبير أن الفجر يأتي ببشائر الأمل لمن يود أن يتسلح بالأمل فيجدده التفاؤل وتقوى عزيمته وهمته، فالطفل أحمد تلميذ نجيب ومجد، لا يهمل واجباته الدراسية البتة ، بيد أن الطموح الجامح يرهقه ويكاد ينال من شكيمته التي لا تعرف الفتور البتة.
” أماه “يناديها بلهجة حزينة،أود أن  أنام لكن القلق يساورني.
أخاف،يا أماه، قد أستيقظ متعباً فأنسى كل ما درسته.
-” لا ،يا بني “، ترد الأم بصوت ملؤه الحب والعطف، لا يا بني ،نم قرير العين، هانيها، فأنا سأوقظك في الوقت المناسب، ولا تقلق ، فالقلق عدونا:
إنه يجعلنا نفقد الأمل فنستسلم ونخسر…. فأنا أهتم بك وبمستقبلك أكثر من اهتمامك بهما،لن أدعك تنام،فتتأخر عن امتحانك…
– أماه، ضميني،واسمعي ضربات قلبي القلق الجزع… فهذا هو اليوم الفصل ،إنه الامتحان النهائي..
– تسمع الأم نبضات قلبه،فتواسيه قائلة: أتمنى لو أضعك في عيني وقلبي

المزيد...
آخر الأخبار