عن سوريا الآن والمستقبل
عن التحرير والسياسة والثقافة والأدب والتربية والتعليم وشجون وطنيّة وإنسانيّة بالغة الأهميّة للأدباء بخاصّة والمواطنين السوريّين بألوانهم وأطيافهم كافّة بعامّة، كان الحديث في لقاء ضمّ أدباء سوريّين مع قائد عميات تحرير سوريا الأستاذ أحمد الشرع.
ذلك اللقاء الأريحيّ الأخويّ الذي امتدّ لساعة و50 دقيقة على الرغم من أنّ الوقت المخصّص كان نصف ساعة، لم نشعر خلالها بأي مظهر أو إشارة إلى ضيق الوقت أو وجوب الاختصار، بل على العكس من ذلك تمامًا، فقد حرص القائد على الاستماع للجميع باهتمام بالغ وعناية وتركيز
كان الحوار مُبشّرًا يحمل الكثير من الإيجابيات والإشارات إلى تعزيز الانتصار العسكري بتقوية الدولة سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا والحفاظ عليها حرّة عزيزة للسوريّين جميعًا
من اللافت والجدير بالذكر أنّ ثقافته موسوعيّة وقراءته للماضي لم تقتصر على ما دوّنته كتب التاريخ وإنّما أيضًا ما خطّه الشعراء وأرّخوا به للأحداث السياسيّة والمجتمعيّة عبر الزمن، عدا عن تواضع الكبار الذي تحلّى به وتلك الكاريزما الهادئة التي تجد طريقها إلى نفوس المتلقّين مع خطابه الموجّه إلى عقولهم.
عنّي أقول كبُر تفاؤلي كثيرًا بأنّنا سنرى في أقرب وقت ممكن نتائج خطابه الواقعيّ المتزّن والمثقّف مترجمًا إلى فعلٍ على الأرض يستعيد به السوريُّ نفسه وعزّته وكرامته بين الشعوب.
في الحقيقة توقّفت كثيرًا عند قوله لنا: (لا أميل إلى التسرّع في فعل شيء قبل دراسة كل ما يتعلّق به، تخطر لي الفكرة فأظلّ أقلّبها وأدرسها ل3 أشهر وأسأل عنها وأستمع إلى الآراء ولا أقوم بتنفيذها إلّا بعد إحاطتها من جوانبها كلّها) وهذا يطمئننا أنّ من يخطّط لمستقبل بلدنا يمتلك الحكمة والمعرفة اللازمة لذلك.
كما توقّفت عند قوله: (إنّ جيش معركة التحرير لم يقتصر على الجانب العسكريّ المقاتل وإنّما امتدّ عبر جيشنا المدنيّ من أهلنا في المدن السوريّة التي كانت تحت سيطرة النظام السابق) وهذا ما عشناه فعلًا ورأينا كيف أنّ الحاضنة الشعبيّة العريضة بسطت الأرض لهم وكانت الداعم الكبير والمسرّع في الخلاص.
وثمّة تصريحات أخرى تحمل بشاراتٍ لا أعطي لنفسي الحقّ بنقلها وكم أتمنّى أن يثلج صدوركم بسماعها منه شخصيّاً
قرأت بين سطور خطابه مع كلّ ما ذكرت وما لم أذكر وما سمعته منه سابقاً أنّ المنتصر لا يبحث عن انتقام وأنّ القوّة مستمدّة من الشعب وأنّ باستطاعتنا بناء دولة القانون الحقيقيّة والعادلة للجميع بأنفسنا وبدعم الآخرين لكن دون التّبعيّة لهم، وأنّ البناء بعد كلّ ذلك الهدم الإنسانيّ والعمرانيّ عمليّة بالغة التعقيد وعلينا أن نشترك فيها جميعنا بوعيٍ وإخلاص.
أعانه الله وجميع جنود الوطن من العسكريّين والمدنيّين.. ومرحبا بأبنائنا في سورية الجميلة القويّة التي نستحقّ.