نداء العصافير الأخير

وقَفتُ بليلةِ ثَلجٍ كثَيفٍ أُنادي البياضَ : أيا ثوبَ ربّي أيا ثوبَ كلِّ الملائكةِ الــ في السماءِ تعالَ بدفءِ الحكايا بأحضانِ أمٍّ وجدّةْ ووزِّعْ براحةِ كلِّ الصغارِ رغيفاً ووردةْ ووزِّعْ على أمهاتِ المخيّمِ صبراً جميلا فهذا بياضُكَ ..- عفَوكَ ربّي – أتقتلُ فيهِ رضِيعاً على صَدرِ أمٍّ صبيحةَ عيدْ ؟؟!! إلهي القريبَ .. إلهي البَعيدْ بماذا تُبرِّرُ..- عَفْوكَ عَفْوكَ أيضاً – إذا أمطرتكَ بيومِ الحسابِ بكاءً ..عويلا ..؟؟!! بماذا تُجاوبُ سربَ الحمامِ إذا ما أضاعَ بهولِ الحروبِ هديلا ؟؟!! إلهي القديرْ .. تَصيحُ عَصافيرُ كلِّ قُرانا : نَسينا بأيِّ السَّماءِ نَطيرْ بأيِّ الحَدائقِ كنّا نُزقزقُ لا ..لا جِهاتٍ لنا كَي نَفرَّ إليها تُجاهَ الحَياةْ . فَنَحنُ كَحبّةِ رَملٍ غَدونا تُحرّكنا أيُّ ريحٍ بهذي الفَلاةْ نحبُّ الحياةَ .. نحبُّ الحياةْ

شعر: عباس حيروقة

المزيد...
آخر الأخبار