في الوقت الذي يشكو فيه المواطنون بمختلف مناطق المحافظة ، من شح الخبز ، تضبط دائرة حماية المستهلك بمديرية التجارة الداخلية نحو 300 ربطة في قرية حيالين بالغاب ، وقبل ذلك 600 ربطة بالحاضر بمدينة حماة تباع على البسطات .
وبالطبع ، ما لم تضبطه حماية المستهلك كثيرٌ ، فدورياتها لاتستطيع تغطية كل مناطق المحافظة ، التي يباع فيها خبز الناس على الأرصفة !.
وبالتأكيد لم تهبط تلك الربطات المصادرة من علٍ ، ولم يحضرها الباعة من محافظة أخرى أو كوكب آخر ، وإنما وجودها على البسطات ، هو اغتصاب لحق المواطنين بخبزهم ، ودليلٌ سافرٌ على تلاعب العديد من المؤتمنين على توزيع الخبز بمخصصات المواطنين ، بالبطاقة الالكترونية وسرقة الربطات التي يقطعونها بالبطاقة ولايسلمونها للمواطنين ، بحجة تخفيض مخصصاتهم من المخابز العامة والخاصة .
فالأمر برمَّتِه سرقةٌ بسرقة ، ترتكبها مجموعة لصوص يومياً بحق مقدرات البلاد والعباد ، مجموعة مرتبطة ببعضها تبدأ من بعض المخابز وتنتهي بباعة البسطات ، ولكنها تمر قبلاً ببعض لجان الأحياء والمعتمدين الأساسيين والفرعيين ، مستغلةً قرار وزارة التجارة الداخلية تخفيض مخصصات المخابز 16 بالمئة من الدقيق التمويني .
بل هذه السرقة كانت قبل صدور ذاك القرار ، فمنذ بدء توزيع الخبز بالبطاقة الالكترونية عمد المتضررون منها ، إلى سرقة بعض الربطات من مخصصات المواطنين ، لقطعهم من كفاف يومهم ، وللتضييق عليهم كي يتذمروا من التوزيع بموجب البطاقة ، وكي ينشروا بينهم أن الدولة تقصر بتأمين الخبز لهم ولعائلاتهم وأطفالهم ، وأنها عاجزة عن توفير لقمتهم ، بينما هم يبيعون تلك اللقمة على البسطات أو علفاً للحيوانات وبسعر 350 ليرة للكيلو !.
بالمختصر المفيد ، الخبز المنتج يومياً بمخابز المحافظة العامة والخاصة ، يكفي حاجة المواطنين ويزيد ، إذا ما وزِّعَ بنزاهة بموجب البطاقات الالكترونية ـ وعددها 410 آلاف ـ ومن دون سرقة.
وينبغي أن يعلم المواطن أن الربطة التي تُقطَعُ عنه ، ثمّة من يسرقها ويتاجر بها !.
وباعتقادنا ، ينبغي للجهات المسؤولة بالمحافظة إلغاء الحلقات الوسيطة مابين المواطن وخبزه ، فالمشكلة بهذه الحلقات وليست بالبطاقة.
محمدأحمدخبازي