الفداء_ حسان المحمد:
يواصل حكمت الهجري تعنّته ورفضه دخول قافلة المساعدات، بالإضافة إلى فرق الصحة والطوارئ والشؤون الاجتماعية، يتقدّمهم ثلاثة وزراء، ما يثير تساؤلات حول أسباب تمسّكه الدائم بموقفٍ معادٍ للدولة السورية.
في المقابل، يمنع الهجري وسائل الإعلام من دخول السويداء، بينما يعتمد في روايته على تغطية الإعلام الإسرائيلي، في وقت تُنفّذ فيه الدولة عملياتها تحت رقابة إعلامية كاملة.
لقد صنع الهجري ومجلسه العسكري حالة من الفوضى في الجنوب السوري، واستقوى بإسرائيل ضد أبناء وطنه، في سابقة لم تحدث في تاريخ البلاد.
ويحاول الهجري الحفاظ على مصالحه ومشاريعه الشخصية، وكان يطمح لأن تثمر معادلته في الجنوب السوري عن قيادة تمنحه “استقلالًا وانفصالًا عن الدولة السورية”، في ظل قناعته بأن تريّث دمشق كان ضعفًا.
وقد صبرت الدولة السورية على الهجري ومجلسه العسكري لسبعة أشهر، وحرصت على الفصل بينه وبين القيادات الوطنية في السويداء، مثل ليث البلعوس وغيره، الذين رحّبوا بدخول قوات الأمن لبسط سيطرتها وطرد فلول النظام السابق.
وبناءً على هذا الواقع، يرفع الهجري صوته كلما زادت خسائره، وكلما أيقن أن مشروعه إلى زوال، وهو ما يفسّر كثرة بياناته. في المقابل، تصرّ الدولة على المضي قدمًا لاستئصاله، ولن تتراجع قبل إنهاء حالة الفوضى.