الفداء_ أحمد نعوف:
تمكن فريق من الباحثين في جامعة ويسكونسن ماديسون الأمريكية، في خطوة تعدُّ الأولى من نوعها، من زراعة أنسجة حبال صوتية بشرية قادرة على إنتاج الصوت داخل المختبر كإنجاز يُقرِّب الطب من تحقيق حلم طال انتظاره وهو استعادة الصوت لمن فقده.
حيث اعتمد العلماء على خلايا مأخوذة من حبال صوتية بشرية سليمة، وزرعوها في مصفوفة ثلاثية الأبعاد من الكولاجين تحاكي البيئة الطبيعية للأنسجة الحنجرية، ومع مرور الوقت، بدأت الخلايا في تشكيل نسيج مخاطي نابض بالحياة يشبه إلى حد كبير الحبال الصوتية الحقيقية من حيث التركيب والمرونة.
وفي مرحلة الاختبار، تم تمرير تيار هوائي عبر هذه الحبال المزروعة، فاهتزّت وأصدرت أصواتًا واضحة بطريقة تحاكي تماماً آلية إصدار الصوت لدى الإنسان، وتعدُّ هذه تجربة أدهشت الباحثين بدقتها، وواقعيتها.
كما أظهرت التجارب الحيوانية، والمحاكاة المخبرية أنَّ الأنسجة الجديدة آمنة، ومتوافقة بيولوجياً، وقادرة على أداء الوظيفة الفيزيولوجية للحبال الصوتية الطبيعية.
ويرى العلماء أنَّ هذا التقدم يُمثل بصيص أمل حقيقي للأشخاص الذين فقدوا أصواتهم بسبب إصابات، أو أمراض أو جراحات، ويمهّد الطريق لتقنيات طبية مستقبلية قد تُعيد لهم القدرة على النطق من جديد.
لكنَّ الباحثين يؤكدون أنَّ الطريق لا يزال طويلاً قبل تطبيق هذه التقنية على البشر، إذ تتطلب سنوات إضافية من التجارب لضمان الأمان والفعالية على المدى البعيد.
مع ذلك، فإنَّ هذا الإنجاز يحمل في طياته وعداً بمستقبل تُستعاد فيه الأصوات التي خمدت، ومستقبل أكثر إشراقاً لأجيال ستشهد ولادة طب يعيد للحياة لحنها المفقود.