الفداء _ شريف اليازجي
بدأت حالات السعال بالظّهور مع تبدّلات الطقس، و لم يكن الأمر جديداً على العيادات ولا على الصيدليات. فكل عام تتكرر الشكاوى نفسها مع اختلاف الأسماء والأعمار. لكن اللافت أن التعامل مع هذه الحالات لا يزال يفتقر إلى الحذر المطلوب خاصةً عند استخدام أدوية الرّشح والسعال.
أوضح الدكتور سامر موسى اختصاصي الأمراض الصدرية أن أغلب الحالات التي تراجع العيادات في هذه الفترة تبدأ بأعراضٍ بسيطة مثل السعال أو انسداد الأنف لكنها قد تتطور إذا لم يتم التعامل معها بشكل مدروس. وأشار إلى أن بعض الأدوية التي تباع دون وصفة طبية قد تسبب مضاعفات غير متوقعة خصوصاً عند الأطفال دون عمر 2 سنة.
وأضاف أن بعض الأهالي يلجؤون إلى شراب السعال دون استشارة طبية وهو ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية,فمثلاً في حالات الربو لا يُنصح باستخدام مضادات التحسس لأنها تزيد من كثافة القشع وتعيق التنفس.
كما أن بعض الأدوية التي تحتوي على مواد تسبب النعاس قد تؤدي إلى جفاف الفم أو الإمساك أو حتى احتباس البول عند كبار السن خاصةً إذا كانوا يعانون من تضخم البروستات.
ولفت إلى أن هذه الأدوية تنتمي إلى الجيل الأول من مضادات التّحسس والتي يجب استخدامها بحذرٍ شديد، وأوضح أن العمل تحت أشعة الشمس مع تناول هذه الأدوية قد يؤدي إلى توقف التعرق، وبالتالي إلى ضربة شمس بسبب ارتفاع حرارة الجسم.
وعند سؤاله عن مستجدات فيروس كورونا أشار الدكتور موسى إلى أن التحورات الجينية للفيروس ما زالت مستمرة، وأن بعض السلالات الجديدة لا تستهدف الرئتين بشكلٍ مباشر. لكنه شدد على ضرورة عدم التهاون في حال استمرار أعراض تشبه الرشح لأكثر من 15 يوما حيث يجب مراجعة الطبيب المختص دون تأخير.
ومع تغيّر الفصول ، تبقى الوقاية الدّرع الأول للصحة، والوعي في استخدام الأدوية ضرورةٌ لا ترف، فالعلاج الصّحيح يبدأ بخطوةٍ واعية لا بوصفةٍ عشوائية .
# الفداء