من حدادة الحديد إلى تشكيل الذاكرة الشعبية بالنباتات

 

الفداء _ شريف اليازجي  

من مشغلٍ صغير في قرية بري الشرقي بمنطقة سلمية، انطلق الفنان ناقد رحمة في رحلته الإبداعية، ليحوّل مفردات الطبيعة المحلية، إلى أعمال فنية نابضة بالحياة، مستخدماً النباتات البرية كمادة أساسية، في تشكيل مجسّمات توثق الذاكرة الشعبية السورية.

بدأ رحمة مسيرته المهنية في الحدادة، وكان يضفي على القطع المعدنية زخارف فنية خارجة عن الطابع التقليدي، قبل أن يكتشف شغفه بتفاصيل النباتات من أزهار وبذور وأوراق.

ومن هنا جاءت فكرته في إعادة تشكيل تلك العناصر، في مجسمات تحاكي ملامح الحياة القديمة، مثل التنور، والجاروشة، وبيت الطين، إذ يحتاج كل عمل إلى نحو خمسة أشهر من العمل المتواصل، حتى يكتمل بالشكل المطلوب.

يعتمد رحمة في أعماله، على أدوات بسيطة يصنعها بنفسه، مؤكداً، أن الهدوء، والدقة، والصبر، هي مفاتيح هذا النوع من الفن الذي يتطلب عناية خاصة في التعامل مع المواد النباتية الحساسة.

شارك الفنان في عدة معارض فنية محلية، نالت اهتمام الزوار ومنظمي الفعاليات، غير أن الدعم الفني الذي وُعد به لم يتحقق حتى الآن، رغم حاجته إلى بعض الأدوات التي تساعده في تطوير أعماله، وتحسين جودة الإنتاج.

يصف رحمة مشروعه، بأنه محاولة لتوثيق الذاكرة الشعبية السورية عبر الفن، مؤكداً أن “الفن الحقيقي يجب أن يكون قريباً من الناس ومن تفاصيل حياتهم اليومية، لا أن يُقدّم للنخبة فقط”.

ورغم التحديات التي يواجهها في مشغله الريفي، يواصل ناقد رحمة عمله، بإيمان راسخ بأن الفن الصادق لا يحتاج إلى ضجيج، بل إلى إخلاص في الفكرة، وصدق في التنفيذ، على أمل أن يجد يوماً من يحتضن هذا اللون من الإبداع الذي يجمع بين التراث والابتكار.

#صحيفة_الفداء

المزيد...
آخر الأخبار