الفداء – نسرين سليمان
تقف في قرية “عين الكرم” التابعة لمنطقة وادي العيون بريف مصياف، شجرة دلب ضخمة تُعد من أقدم الأشجار في سورية، وتتميز
بحجمها الهائل وتفرعات أغصانها المدهشة.
تغطي المنطقة المحيطة بالشجرة أنواعاً متعددة من الأشجار الحراجية والمثمرة “كالجوز والتين والتوت والقطلب والحور”، غير أن هذه الدلبة تتفرد بضخامتها، إذ يتجاوز محيط جذعها 15 متراً، ويصل ارتفاعها إلى نحو 50 متراً ، فيما يُقدّر عمرها بنحو 400 عام.
يقول أهالي القرية، ومنهم المعمرون: إنهم لم يعرفوا الشجرة إلا على هيئتها الحالية، مشيرين إلى أنّ تجويف جذعها كان في الماضي بمثابة “غرفة تعليم” يجتمع فيها أكثر من ثلاثين طفلاً لتعلم القراءة والكتابة، قبل أن تزيل عوامل الطبيعة جزءاً كبيراً منه مع مرور الزمن.
وتُعتبر هذه الشجرة من نوع “الدلبيات الشرقية” التي تنتشر في المناطق الرطبة على الشريط الساحلي والجبال السورية، وتُعرف بسرعة نموها ومتانة أخشابها وجذوعها الدائرية وثمرتها الكروية.
كما تُصنف من الأشجار المعمرة المحبة للمياه والمجاري النهرية، ويبلغ متوسط عمرها عادة نحو 400 عام عند توافر الظروف البيئية المناسبة.
ولشجرة الدلب استخدامات طبية تقليدية، إذ تُستخدم أوراقها في تحضير كريم لعلاج الجروح وتورم الأصابع، كما تُستعمل لتخفيف ألم الأسنان، ما يجعلها شجرة تحمل في أغصانها الحياة، وفي ظلّها وأغصانها التاريخ.