الفداء – ازدهار صقور
تستعد سوريا لحدث ثقافي هام مع اقتراب اجتماعات الدورة العشرين للجنة الحكومية لصون التراث اللامادي، المقررة مطلع كانون الأول القادم في العاصمة الهندية نيودلهي، حيث يُنتظر صدور نتائج إدراج الكحل العربي والعباءة الرجالية “البشت” ضمن قوائم التراث اللامادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وتقود سوريا ملف “الكحل العربي”، بمشاركة تسع دول عربية، بينما تشارك في ملف “البشت” بقيادة دولة قطر وعدد من الدول العربية الأخرى، في خطوة تعكس التنوع الثقافي المشترك في المنطقة العربية، وتؤكد أهمية الحفاظ على هذه الرموز التراثية الأصيلة.
المهندسة المعمارية رولا عقيلي، مديرة مديرية التراث اللامادي في وزارة الثقافة، أوضحت أن إدراج هذين الملفين سيزيد عدد العناصر السورية المسجلة على قوائم اليونسكو إلى تسعة عناصر.
وأشارت إلى أن سوريا تمتلك حالياً سبعة عناصر مدرجة، هي: “صابون الغار الحلبي، والزجاج المنفوخ يدوياً، والقدود الحلبية، وصناعة العود والعزف عليه، والوردة الشامية”، وخيال الظل (كراكوز وعواظ)، وعنصر الصقارة.
وبيّنت عقيلي أن عنصري خيال الظل والزجاج المنفوخ يدوياً مسجلان على قائمة الصون العاجل نظراً لتعرضهما لخطر الاندثار، مؤكدة أن إدراج العناصر التراثية السورية يسهم في تعزيز حضور سوريا على الخريطة الثقافية العالمية، ويثبت أحقيتها التاريخية بهذه المكونات التراثية.
كما أشارت إلى وجود ملفات جديدة قيد التحضير بالتعاون مع دول عربية، منها: “صناعة الفخار بقيادة الأردن، وأقنية الري التقليدية مع سلطنة عمان، والألعاب الشعبية الذهنية على الرقعة مع الجزائر”، موضحة أن إعداد هذه الملفات يتضمن تعبئة استمارات تفصيلية وتوثيقاً مصوراً وموافقات من المجتمعات المحلية.
وأضافت عقيلي أن التوثيق الوطني يشكل الأساس لأي ترشيح لليونسكو، مشيرة إلى أن المديرية أطلقت مؤخراً مشروع جرد وتوثيق التراث اللامادي في محافظة إدلب، حيث جرى تدريب عشرة باحثين ميدانيين من كوادر مديرية الثقافة على أسس التوثيق، وهم يعملون حالياً على جمع ألف استمارة تشمل الممارسات والعادات والحرف في أربع مناطق من المحافظة.
وأوضحت أن هذا المشروع يأتي استكمالاً لسلسلة مشاريع مماثلة نُفذت في محافظات طرطوس وحلب وحمص وحماة، فيما تشمل خطة العمل المقبلة توثيق التراث اللامادي في القنيطرة، ضمن الجهود الوطنية لحصر وتوثيق التراث السوري على امتداد الجغرافيا.
كما نظمت المديرية مؤخراً فعاليات احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للتراث اللامادي، تضمنت معرضاً وورشة تدريبية لحرفة الفسيفساء الحجرية في المتحف الوطني بدمشق، إلى جانب سلسلة محاضرات حول هذه الحرفة، ودورة تدريبية لتعليم التطريز للنساء في مدينة القطيفة.