التقاعد كما يراه السوريون.. ولادة جديدة أم بداية النهاية؟

 

الفداء – نسرين سليمان  

يشكّل التقاعد محطة أساسية في حياة الموظف بعد سنوات طويلة من الخدمة، إذ يفترض أن يكون تتويجاً لمسار مهني كامل، بينما تتباين النظرة إليه بين من يعتبره بداية جديدة ومن يراه خطوة أولى نحو النهاية.

وتكشف آراء المتقاعدين صورة واضحة عن هذا التباين، إذ يقول العم أبو الليث للفداء: إن التقاعد مرحلة لا تقل أهمية عن باقي مراحل حياة الإنسان لكنها تتحول إلى تحدٍّ بسبب نظرة المجتمع التي ترى في المتقاعد شخصاً فقد إنتاجيته وتراجعت مكانته الاجتماعية يعيش على الهامش، ويقضي أوقاته بين المقاهي وأرصفة الشوارع، حتى بات المثل الشعبي يختصر حالته بعبارة “يأكل القوت وينتظر الموت”.

وفي المقابل تقول السيدة هيفاء للفداء: إن التقاعد مرحلة جميلة وضرورية، وتمنح الشخص حق الراحة بعد سنوات من العمل، وفرصة لاستعادة دوره داخل العائلة والقيام بالواجبات التي حالت ظروف العمل دون أدائها. وتدعو إلى تخفيض سنوات الخدمة ليتمكن الموظف من بدء حياة جديدة، وهو لا يزال قادراً على الاستفادة من وقته وتجربته.

ويؤكد الاختصاصي في علم الاجتماع، فريد الأحمد لصحيفة الفداء ، أن التقاعد يمثل بداية يمكن أن تكون ناجحة إذا جرى استثمار الخبرات التي راكمها الشخص خلال عمله، سواء عبر التخطيط لمشروع صغير أو الانخراط في أنشطة تنمّي المهارات وتطوّر الذات.

ويرى أن أبرز المشكلات الاجتماعية الناتجة عن التقاعد تتمثل بانقطاع العلاقات الاجتماعية والإحساس بالإهمال والانعزال، وزيادة وقت الفراغ وتراجع الدخل، إضافة إلى النظرة السائدة لدى أصحاب العمل بأن المتقاعدين أقل إنتاجية وأكثر عرضة للمخاطر.

وتجدر الإشارة إلى دور المجتمع المهم في تغيير المفهوم السائد حول المتقاعدين من خلال توفير أنشطة داعمة والاستفادة من خبراتهم، وتعزيز دمجهم في المجتمع، بما يساعد على الحد من الشعور بالعزلة.

#صحيفة_ الفداء

المزيد...
آخر الأخبار