جفاف نهر العاصي.. أزمة تشتد تحت ضغط المناخ والاستنزاف البشري

 

الفداء – دايانا بلول  

يشهد نهر العاصي تراجعاً غير مسبوق في منسوب مياهه، بعد وصول الجفاف إلى واحد من أسوأ مستوياته في التاريخ الحديث، ما انعكس مباشرة على مئات آلاف السكان الذين يعتمدون على النهر للري والشرب والزراعة.

ويأتي هذا التدهور نتيجة عوامل مناخية وبشرية متشابكة دفعت، بالمجرى إلى الانحسار السريع خلال الأشهر الماضية.

و أوضح الأخصائي في علم الجيولوجيا، عهد عبد المجيد إبراهيم لـ الفداء، أن الأسباب تعود أساساً لقلة الأمطار وضعف التغذية المائية من المنبع إلى المصب، مبيناً أن التشققات في سرير النهر قديمة، وتتشكل ضمن صخور كلسية ودولوميتية من العصرين الجوراسي والكريتاسي.

ويضيف أنها تعرضت عبر الزمن لتصدعات بفعل الحركات الزلزالية قبل أن تلتحم نسبياً بعمليات كيميائية طبيعية، مؤكداً أن تأثير هذه التشققات ظهر بوضوح مع جفاف النهر، لكنّها ليست السبب المباشر للجفاف.

وأشار إبراهيم إلى أن النشاط البشري زاد من حدّة المشكلة، موضحاً أن الاستنزاف المفرط للمياه لأغراض الزراعة والاستثمار فاقم من انخفاض المنسوب ، إلا أن ترك الأراضي بلا زراعة ليس حلاً.

كما لفت إلى أن الحرائق المتكررة أسهمت في رفع درجات الحرارة وزيادة انبعاثات الكربون، ما عزز تأثيرات الجفاف.

وأكد أن المقارنة بين الظروف القديمة والحديثة تظهر أن التغير المناخي ظاهرة طبيعية عبر العصور، إلا أن الوتيرة الحالية أشد سرعة وحدّة، مما شهدته المنطقة في أي فترة سابقة.

يذكر أن نهر العاصي يعدُ شريان الحياة لسهل الغاب ومحيط حمص وحماة، وكانت مياهه تروي مساحات واسعة، إضافة إلى دوره السياحي والترفيهي، وارتباطه بهوية مدينة حماة وثقافتها عبر نواعيرها الشهيرة.

#صحيفة_ الفداء

المزيد...
آخر الأخبار