فيديوهات مسرّبة تعيد كشف تجاهل النظام البائد لآلام السوريين مجدداً

 

الفداء _ ناديا المير محمود:

 

أربع عشرة سنة مرّت، وكأنها قرنٌ كامل. الحرب التي عبرت حياتنا لم تترك حيّاً دون أثر، ولا عائلة دون غياب، ولا مدينة دون ذكرى موجعة.

السوري اليوم لا يحتاج لمن يذكّره بما عاشه، فالذاكرة اليومية وحدها كافية لتعيد إليه تفاصيل التهجير، والفقد، والسنوات التي بدت أطول من أعمار أصحابها.

ومع ذلك، تظهر بين حين وآخر صور أو مقاطع تعيد فتح الجراح، وكأن الزمن لم يتحرّك خطوة واحدة إلى الأمام.

فيديوهات مسرّبة تعيد الماضي إلى الواجهة

انتشرت اليوم مقاطع مسرّبة للرئيس المخلوع، بشار الأسد ترافقه لونا الشبل، ظهرت هذه اللحظات على قناة “العربية”،  وبدت وكأنها مشاهد خرجت من خلف الكواليس، لكنها وصلت اليوم إلى الناس بكل ما فيها من انفعالات وتعليقات.

في أحد المقاطع يطلق الأسد كلمات قاسية تجاه غوطة دمشق، حين كانت لونا الشبل تروي له عن موقف حصل معها فيها، وقالت له: سنغادر الغوطة ماذا يمكن أن نقول؟ لاأعرف، ليرد الأسد وهو يضحك، “الله يلعن أبو الغوطة”.

وكأنه يحاول الهروب من سنوات مواجهة وتوتر وحجم دمار لايقدر سبُّه فيها.

وفي مشهد آخر، تسخر لونا الشبل من شخصيات عسكرية سابقة، منهم سهيل الحسن، بينما يمضي المخلوع بدوره إلى السخرية من اللقب العائلي نفسه.

كما يظهر في مقطع ثالث جنود يحيطون بالسيارة ويقبّلون يده، قبل أن يتحوّل المشهد إلى مادة للتعليق من الشبل بطريقة لا تخلو من الاستهزاء.

أما المقطع الأكثر إثارة للصدمة، فكان ذلك الذي يتحدّث فيه الأسد عمّا وصفه بـ«القرف» من البلاد ومن أحداثها، رابطاً ذلك بشعوره بضرورة التشبّث أكثر بالسلطة.

ما الذي تعنيه هذه المشاهد للسوري اليوم؟

السوري الذي عبر كل هذا الخراب لا يشاهد هذه الفيديوهات بعين المتفرّج، بل بعين من عاش التفاصيل تحت القصف، أو فوق الطرقات المؤدية إلى المنافي. هذه المشاهد تعيد إليه شعوراً قديماً بأن المسافة بين السلطة وأوجاع الناس كانت أكبر بكثير مما بدا في العلن.

فمن فقد بيته، ومن حمل حقيبة السفر، وهو ينظر للحيّ لآخر مرة، ومن انتظر سنوات ليعود إلى مكانه، أو ليبدأ من جديد، كل هؤلاء يشعرون، أمام هذه المقاطع، أن الوجع لم يُفهم تماماً، وأن الخسارة لم تُقدَّر كما يجب.

ما يحتاجه السوري اليوم فعلاً

بعد كل ما حدث، لم يعد السوري يبحث عن شعارات، بل عن حياة تُعامل فيها جراحه باحترام، وتُقرأ فيها قصته كما هي، دون تجاهل، ودون تجميل.

#صحيفة_الفداء

#المعركة_ردع_العدوان

#عام_على_التحرير

المزيد...
آخر الأخبار