تحذيرات تتصاعد من تطبيقات تداول وهمية توقع السوريين بخسائر مادية

 

الفداء – ازدهار صقور  

تتزايد شكاوى المواطنين في سوريا من انتشار تطبيقات ومنصات تداول وهمية تستغل الضائقة الاقتصادية وتراجع فرص العمل، مقدّمة وعوداً مضللة بـ “أرباح سريعة” و“استثمارات ناجحة”، قبل أن تختفي حاملة معها مدخرات الناس الذين يعلقون آمالهم على فرصة لتحسين وضعهم المعيشي.

وتعتمد هذه التطبيقات غير المرخصة على جذب المستخدمين بعروض خادعة، ثم تبدأ تدريجياً بسحب أموالهم تحت ذرائع متعددة، قبل أن تُغلق الحسابات أو تعلن تصفير الأرصدة أو تختفي نهائياً.

وقد وقع كثيرون ضحية لهذه العمليات، وتكبّدوا خسائر كبيرة يصعب تعويضها.

ومن بين الضحايا ماهر الذي خسر نحو 300 دولار، وضعها في أحد التطبيقات على أمل تحقيق ربح سريع، ليتفاجأ بإغلاقه بالكامل.

ويقول للفداء: إنه لم يكن مقتنعاً بالفكرة، إلا أن أصدقاءه شجعوه عليها باعتبارها “مضمونة”، لكنه اليوم يشعر بندم شديد لأن هذا المبلغ كان كل ما يملك، موضحاً أن بعض رفاقه خسروا ما يقارب ألفي دولار.

من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي حسام العلي للفداء، أن هذه التطبيقات تعتمد على نظام يقوم على تدفق مستمر لأموال المشتركين الجدد لتغطية أرباح القدامى، ما يجعلها قابلة للانهيار فور توقف تدفق الأموال، ليختفي القائمون عليها ومعهم أموال المودعين.

وأشار إلى أن خطورة الظاهرة تتفاقم حين يلجأ بعض المستخدمين لبيع ممتلكاتهم أو رهن منازلهم طمعاً بعوائد خيالية، ما يحوّل الخسارة من حالة فردية إلى أزمة اجتماعية أوسع.

المحامي وليد حسون، أكد أن التعامل مع العملات الإلكترونية يختلف من بلد لآخر، لكنه في المجمل محفوف بالمخاطر، وغير قانوني في العديد من الدول، بسبب غياب التنظيم والرقابة.

وأوضح للفداء، أن بعض الدول جرّمت التعامل بها، فيما تفرض دول أخرى ضوابط مشددة على المنصات المرتبطة بها.

كما شدد أن الجهات المالية، ومنها مصرف سوريا المركزي، تؤكد غياب أية حماية قانونية للمتعاملين بالعملات المشفرة، وتدعو إلى تجنب التعامل معها.

ختاماً.. تستمر منصات التداول الوهمية باستغلال حاجة الناس وضعف الرقابة، ما يجعل الوعي الفردي ضرورة لحماية المدخرات من أساليب الاحتيال التي تتوسع يوماً بعد يوم.

#صحيفة_ الفداء

المزيد...
آخر الأخبار