الفداء_ نسرين سليمان:
يكشف واقع المدارس في مدينة حماة عن فجوة واضحة بين الدور الحيوي للمرشد النفسي، وبين ما يتحقق فعلياً على أرض الواقع .
فالمهمة الأساسية للمرشد النفسي تقوم على دعم الطلاب نفسياً واجتماعياً وتوجيههم وتعزيز التواصل بين المدرسة والأهل، إلا أن هذا الدور يصطدم بمعوقات كثيرة تحدّ من فعاليته.
يؤكد عدد من المرشدين للفداء، أنَّ عدد الطلاب الكبير يعدّ أبرز التحديات، إذ يعمل مرشد واحد مع أكثر من 800 طالب، ما يجعل المتابعة الفردية شبه مستحيلة.
كما يضاف إلى ذلك ضعف الوعي بدور المرشد سواء لدى الطلاب أو الأهل أو حتى الإدارات المدرسية، الأمر الذي يقيّد عمله ويحصره أحياناً بحل مشكلات بسيطة دون منحه الصلاحيات اللازمة.
وتبرز مشكلة أخرى لا تقل أهمية، وهي غياب غرفة خاصة للمرشد في كثير من المدارس، ما يخلق حرجاً لدى الطلاب ويمنعهم من الحديث بحرية عن مشكلاتهم الشخصية أو الدراسية.
ويؤكد المرشدون أن دورهم يتجاوز تقديم الاستشارات ليشمل الدعم العاطفي والاجتماعي، وتنمية المهارات، والتوجيه المهني، والتواصل مع أولياء الأمور والمعلمين، إضافة إلى متابعة الحالات الصحية وتوفير بيئة مساندة تساعد الطلاب على التكيف مع ضغط الدراسة وتعديل السلوكيات غير المرغوبة.
أما الطلاب، فمواقفهم متفاوتة: فبعضهم يرى في المرشد جهة آمنة تساعده على حل النزاعات وتخفيف الضغوط، وهناك من يعتبر دوره غير واضح أو محدود نتيجة ضعف الثقافة المدرسية حول أهمية الإرشاد، بينما يشعر بعضهم بالحرج من طلب المساعدة.
وتشير والدة إحدى الطالبات للفداء، إلى أن دور المرشد قد يُحجَّم أحيانًا ليصبح إدارياً بحتاً، أو يُستخدم كبديل للمعلم الغائب، ما يبعده عن مهمته التربوية الأساسية.
وتبقى المدرسة طرفًا حاسماً في إبراز دور المرشد وتعريف الطلاب بخدماته وتشجيعهم على اللجوء إليه، فيما يلعب أسلوب المرشد ذاته وما يقدمه من تفاعل واهتمام دوراً مهماً في بناء الثقة.
كما أن وعي الأهل والإدارة يشكل ركيزة أساسية لنجاح الإرشاد النفسي في دعم الطلاب وتلبية احتياجاتهم.
#صحيفة_الفداء