الفداء – ازدهار صقور
لاحظت مها الأحمد، من مدينة حماة تغيراً مفاجئاً ومتكرراً في سلوك ابنها، حيث أصبح عدوانياً ويميل للعزلة، ويصرخ عند محاولة أخذ الهاتف منه.
وتروي أخرى أن طفلها بات لا يهدأ إلا حين يحصل على الهاتف ويرفض اللعب مع إخوته أو الخروج من المنزل، بحسب ما صرحوا للفداء.
هذه حال الكثير من الأطفال الذين يفرطون في استخدام الهواتف والألعاب الإلكترونية، حيث تظهر عليهم علامات اضطراب النوم وضعف التركيز وتراجع التحصيل الدراسي ، إضافة إلى نوبات مفاجئة من التوتر والعدوانية.
وفي هذا السياق يشرح رائد محمود، الأخصائي في الإرشاد النفسي للفداء، أن الإدمان غالباً يبدأ بتجربة بسيطة، إلا أن تصميم الألعاب يعتمد على تحفيز مستمر يجعل الطفل يحتاج لوقت أطول للحصول على الشعور بالمتعة نفسها.
ويضيف أنه ومع استمرار اللعب يبدأ الطفل تدريجياً بالابتعاد عن أسرته ومحيطه الواقعي، وتظهر العلامات المبكرة أيضاً عبر تراجع الأداء الدراسي والعصبية عند منعه من اللعب، إلى جانب الكذب بشأن الوقت الذي يقضيه أمام الأجهزة، والعزلة المتزايدة عن الأسرة والنشاطات اليومية.
من جانبه يؤكد الدكتور منير مخلوف، الأخصائي في الطب النفسي، أن التعامل مع الإدمان يبدأ بالحوار الهادئ، إذ يحتاج الطفل إلى الشعور بالأمان قبل اللوم.
وينصح الأهل بفهم أسباب انجذابه للألعاب، سواء بسبب الملل أو الحاجة للتقدير أو للهروب من ضغوط معينة.
وتتضمن الإجراءات الوقائية بحسب مخلوف، وضع حدود واضحة لوقت الشاشة والالتزام بها، مع تقديم بدائل ممتعة تشغل الطفل مثل الرياضة والرسم والموسيقا، وتنظيم نشاطات عائلية خالية من الشاشات تعيد التوازن الاجتماعي.
وعندما تظهر تأثيرات واضحة على النوم أو الدراسة أو المزاج، أو يلاحظ انسحاب الطفل من حياته اليومية، تصبح استشارة مختص خطوة ضرورية لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية لإعادة تنظيم الوقت وتقليل الاعتماد النفسي على الألعاب الرقمية.
ويظل الإدمان الرقمي تهديداً حقيقياً لنمو الأطفال النفسي والاجتماعي، ما يجعل دور الأسرة والمختصين ضرورياً للحد من أضراره عبر الحوار، ووضع الحدود، وتقديم بدائل صحية تشغل وقت الطفل، وتعيده إلى العالم الواقعي.
#صحيفة_الفداء
#معركة_ردع_العدوان
#عام_على_التحرير