الفداء_ زهراء كمون
توجت دمشق عاصمةً للإعلام العربي لعام 2028، بإجماع مجلس وزراء الإعلام العرب، في خطوة رآها المراقبون اعترافاً عربياً صريحاً بعودة سوريا إلى موقعها الطبيعي بعد سنوات من الغياب والعزلة، وبداية مرحلة مختلفة تعكس عمق التحول السياسي والثقافي في البلاد.
وتزامن القرار مع تسلّم سوريا رئاسة الدورة الخامسة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب، ما رسخ حضور دمشق كلاعب محوري في المشهد الإقليمي المتجدد.
وانعقدت الدورة في القاهرة، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزراء الإعلام، وممثلي الاتحادات والمنظمات الإعلامية، ضمن سياق سياسي وإعلامي دقيق.
وعبر وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، عن هذا التحول بكلمات أكدت أن سوريا استعادت صوتها الحقيقي، وأن دروس السنوات الثقيلة جعلت الكلمة مسؤولية والحرية رافعة للبناء، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تقوم على شراكة عربية فاعلة لصياغة مستقبل إعلامي موحد يعزز الاستقرار ويعيد الثقة بالدور السوري.
وترتبط دلالة رئاسة سوريا للمجلس واختيار عاصمتها للإعلام برؤية واضحة لـ“سوريا الجديدة” في مرحلة ما بعد التحرير.
فالإعلام الوطني الذي عانى طويلاً من الترهل، وضعف المصداقية يتجه اليوم نحو انتقال نوعي من استهلاك المحتوى إلى صناعته، عبر استراتيجية تركز على تدريب الكوادر وتطوير المؤسسات وبناء خطاب مهني يعكس الواقع ويتناول قضايا المواطنين بمصداقية.
ويهدف هذا التوجه إلى تأسيس منظومة إعلامية وطنية حديثة قادرة على المشاركة في عملية إعادة الإعمار وتعزيز الوعي المجتمعي والتماسك الوطني.
ورغم محدودية الإمكانيات في مرحلة ما بعد الحرب، نجح الإعلام السوري في استعادة ثقة الجمهور ونقل الواقع بأمانة، ما أكسبه تقديراً عربياً متجدداً.
وقال الوزير المصطفى في كلمته أمام المجلس: إن ما كان حلماً صار مشروعاً قائماً، مؤكداً أنه يحمل من دمشق التي نفضت غبار السنوات تحية شعب استعاد صوته وقراره، في إشارة إلى التأسيس لحرية إعلامية مسؤولة تعكس حضارة سوريا وتاريخها وتواكب التحول الوطني.
وتقاطعت هذه الرؤية مع مناقشات الدورة التي تناولت القضية الفلسطينية وتعزيز السياسات العربية الموحدة، وتبادل الخبرات لتوطين المعرفة الرقمية.
وحظي القرار بترحيب عربي ودولي واسع، عكس استعادة دمشق مكانتها الثقافية والإقليمية.
ويمثل اختيار دمشق عاصمةً للإعلام العربي لعام 2028، أكثر من مجرد حدث رمزي، فهو بيان سياسي وثقافي يختزل مرحلة من الصمود والتحول، ويؤكد استعداد العاصمة السورية لأن تكون منارة إعلامية تواكب مسيرة البناء، وتشارك بفاعلية في صياغة مستقبل الإعلام العربي المشترك.
#صحيفة_الفداء
#المعركة_ردع_العدوان
#عام_على_التحرير