قصة قصيرة.  ثوب العيد ..* 


في إحدى الصباحات الربيعية المشمسة استيقظ وسيم باكراً و خرج من البناء الذي يقيم فيه . .
لقد اشتاق لحارته لبيت أهله الذي غادره سكانه منذ زمن . وصل للحي الذي أحبه .  استرجع ملامحه التي نسيها على الطرقات و بين الحوانيت و الأشجار المزروعة على الأرصفة توقف عند صديق له يبيع ألبسة أطفال . سلم عليه و استقبله صديقه بحفاوة .. 
_ استاذ وسيم .. تفضل منذ زمن لم أرك .. تفضل اجلس . لفت نظره طفلة مع والدتها تمسح دموعها قال لها : 
_ ما اسمك يا حلوة .. و ماهي مشكلتك .. ؟ هيا حدثيني من بدايتها و أنا أستمع لك بإصغاء يا صغيرة .. 
_ أنا اسمي ( سورية ) و عمري / 9 / سنوات في الصف الرابع .
_ سورية اسم جميل .. ! 
أمي رفعت ورقة التقويم . و بكت .. بكت كثيراً.. سألتها : 
_ لماذا بكيتِ أمي .. ؟ 
لم لم تجب .. أخذت الورقة من يدها قرأتها ( عيد الأضحى ) اقترب . لكن أين والدي !! . ليس معنا كان والدي يفرح معنا بالعيد قبل استشهاده . 
_ والدك شهيد ؟
أجابته أمها .. أجل .. استشهد في مهمة عسكرية ..
ذهبت مع أمي بالأمس إلى السوق و مررنا قرب هذا المحل شاهدت أثواباً جميلة معلقة .. أحببت ثوباً جميلاً يناسبني أمي رفضت شراءه .. لأن ثمنه مرتفع لا يناسبنا . هكذا قالت لي أمي .. كان حلمي أن ألبس ثوباً جديداً في العيد .. إنه جميل جداً ما أحلاه . 
في اليوم الثاني مررت أنا و رفيقتي إلى هنا و شاهدت الثوب قالت لي بتعجب : 
_ سورية هذا الثوب ما أحلاه . 
ثم دخلت أنا و هي لنسأل البائع لأنها قالت لي سوف أساعدك بثمنه عندي في ( الحصالة ) مبلغ ادخرته .. 
التفتت إلى البائع ، و بعذوبة البراءة كلها ..
أشارت إليه .. كان ( عمو ) يسمع حديثنا .. قال لي : 
_ ماذا تريدين صغيرتي .. ؟ 
أشرت إلى الثوب و سألته ما سعره . رد علينا ببساطة . مئتان و خمسون ألفاً فقط .. قالت رفيقتي تعالي نمشي .. 
تابعت حديثها و هي تشير إلى البائع و قالت : 
_ ضحك ( عمو ) و قال : 
سوف أخفض لكم سعره أرسلي والدك .
_ أجبته و أنا أبكي .. 
_ والدي شهيد 
_ أين بيتكم .. 
_ ليس لدينا بيت .. نقيم عند جدي ..
إذاً أحضري أمك .. 
قاطعتها أمها .. 
_ عادت إلي ّ و هي تبكي من أجل الثوب ضممتها إلى صدري ثم مسحت لها دموعها و قلت لها : 
رغم الغلاء الذي لا يطاق سوف أذهب معك لعل البائع يقسط لنا ثمنه و ها نحن أتينا لعندك .. 
ابتسم البائع و أخرج الثوب من  الواجهة و نظر للطفلة و سألها : 
_ ما اسمك يا حلوة . هيا امسحي دموعك .. 
_ أنا اسمي ( سورية ) والدي أسماني ( سورية ) لأنه يحب وطنه كثيراً .
_ ما أجمل اسمك و ما أحلاك .. 
وضع الثوب في العلبة و قبل أن يغلفها اقترب وسيم و أخذ العلبة . و وضع مبلغاً من المال و سلم على والدتها و قال لها : 
_ أكملي ما يحتاجه الصغار على العيد .
غلف البائع العلبة بغلاف جميل و كتب عليها : 
هذه هديتك ( سورية ) لعيد الأضحى و كل عام و بلدنا الحبيب سورية بألف خير ثم التفت للطفلة الذكية و قال لها : 
إلبسيه يا ابنتي ليفرح والدك الشهيد .. فالشهيد حيٌ لا يموت أبداً .
▪︎رامية الملوحي

المزيد...
آخر الأخبار
نفذت إدارة قسم الكهرباء في منطقة السقيلبية جولة ميدانية في بلدة كفرنبودة وزير النقل يبحث مع القائم بالأعمال بالنيابة بالسفارة الباكستانية سبل تطوير آلية العمل وتعزيز علاقات ... محافظ دمشق يبحث مع وفد من الجالية السورية في السويد سبل التعاون ودعم المبادرات بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.. توزيع سلال غير غذائية "NFI"، ومنظومات طاقة كهربائية على ال... أزالت الضابطة المائية في المؤسسة العامة لمياه الشرب بمحافظة حماة عدداً من التعديات على خطوط شبكة الم... لجنة السير في مدينة حماة تنفذ جولة ميدانية لإزالة الإشغالات تزويد فرع الهجرة والجوازات في محافظة حماة بمنظومة طاقة شمسية وزير الإعلام: مواجهة خطاب التحريض والكراهية والاستقطاب المجتمعي ‏مسؤولية الجميع في مرحلة بناء الدولة الطاقة الذرية تؤكد التزامها بدعم سوريا في المجالات السلمية وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل: تعزيز التشاركية بين الحكومة والمنظمات ‏المدنية لتسريع تعافي المجتمع