على ضفاف العاصي : الإدارة المدرسية…وآفاق التطوير

لم تعد إدارة المدرسة عمليّة فرديّة روتينيّة تقليديّة ، وخاصّة في ظل الظّروف والمتغيرات التي طرأت على العمليّة التربويّة والتعليميّة من جهة ، وتطوّر الوسائل والأدوات والتّقانة  والثورة المعرفية وتحوّل العالم إلى قرية صغيرة من جهة ثانية،  بل أصبحت مهمّة متعددة ومتنوعة الأهداف، تقوم على التشاركيّة والعمل الجماعي في قيادة المؤسسة التربوية ،ألا وهي المدرسة،  والقيادة تختلف كليّاً عن الإدارة من حيث الوسائل والاساليب والبرامج والأهداف، ونظراً لأهمية، ذلك كانت خطوات وزارة التربية خلال السنوات الأخيرة حثيثة ومتتالية ومتتابعة  ومتسارعة لجهة تطوير آليات عملها وبرامجها وأدائها وصولاً إلى تحقيق الأهداف التربوية العريضة التي تسعى إليها وتعمل من أجلها ،فكانت الخطوة الأولى تطوير المناهج التربوية لمختلف المراحل الدراسية، علماً أن بعض هذه المناهج لاقى مجموعة من  الانتقادات في بداية تطبيقها ،لكن لا أحد يُنكر أن هذه المناهج جاءت للإنتقال بالتلميذ والطالب من المتلقّي إلى المُشارك والفاعل في العملية التربوية، كما نقلته من التعليم إلى التعلّم، إضافة إلى ذلك كانت الخطوة الأهم تطوير اداء المعلّم والمدرّس من خلال الدورات المكثفّة والمتتالية ،وتنوع الوسائل والأساليب وطرق التدريس وكيفية استثمار هذه الوسائل والأدوات  وتوظيفها في العملية التربوية، وصولاً إلى تطوير أداء مديري المدارس وتوحيد صيغ العمل والإنتقال بمدير المدرسة من مدير يعمل بعقلية الفرد او  ينفذ التعليمات والبلاغات ،  إلى مدير يقود المؤسسة التربوية من خلال عمل جماعي تخطيطاً وتنفيذاً ومتابعة ،واستثمار كل الطاقات والإمكانات المادية والبشرية المتاحة  لخدمة عملية التعلّم وبأقصى طاقة، فيتحول إلى قائد تربوي ناجح يمتلك زمام المبادرة ويعمل بروح الفريق الواحد ويستثمر كل الموارد البشرية والماديّة لصالح العملية التربوية .
لا شك ان الجهود التي تبذلها وزارة التربية كبيرة وضخمة ومتواصلة  في مختلف ميادين العمل ومستوياته للوصول إلى مُنتج تعليمي مبدع، متفوق، متميز،  نباهي به الدول المتقدمة والمتطورة من خلال تكامل العمل وتعزيز الطاقة الإيجابية بين الطلاب والكوادر التعليمية وهذا ما ينبغي ان تفعله إدارة المدرسة لانها تخطط وتنظم وتنسّق وتنشّط وتتابع وتوجّه وتقيّم العملية التربوية برمّتها …
حبيب الابراهيم
المزيد...
آخر الأخبار