لم أقـرر بعد أين سأحتفل بعيد العمال كوني عاملة نشيطة .أُعَـشّبُ الورود من الأعشاب الضارة ، وأنظف بيت الحمام من العناكب السامة ،أحياناً أصاب بالاكتئاب نتيجة اللاجدوى فكلما تخلصت من عشبة ضارة نبتت أخرى كذلك هي العناكب تعود لتتطاول من جديد على بيت الحمام .وتقوم ببث فضائي تصور عملها التخريبي الذي يفسد الهواء العام وبدوره يدخل رئات المشاهدين فتتلوث ذائقتهم التي تربت على الهديل . أين سأحتفل بعيد العمال يـاتـرى ؟ وأنـا لم أحضر قصيدة عـصماء تحكي عن بطولاتهم في مصانع رب البندورة، ورب الفقر ، ورب العمل ، ومعامل الأحذية . تذكرت أيضا لم أشـتـرِ حذاء جديداً لأن سعره فاق ما في جيبي من ليرات. إذاً أحتفل بعيد العمال حافية القدمين وأتـرك قدمي تلامسان الأرض حين أقوم للمشاركة في الدبكة أرتفع في الهواء وأترك قدمي تثيران الغبار فينشغل العمال بكنس الغبار عن مصاطب الاحتفال ،ومرايا السيارات التي جاءت للاحتفال معنا فلا يـرون ذهـبَ ساقي فيطمعون بمناجمي . ولساني سأتركه يهلهل ويزغـرد كما كان يفعل حين يشتبك مع جارتنا أثناء دورها في شطف الدار المشترك لكنها تتحجج بالذهاب إلى سوق الهال للعمل بالعتالة . فأوجه لساني عليها لينعتها / بالوخمة/ ليتني لم أفعل ذلك فهي عاملة تكد وتتعب لتطعم أبناءها . لكن أين سأحتفل بعيد العمال ؟ وأنا لم أجهز بعد خطابا مدوياً تهتز له الجبال وإن سمعته الأنهار ستجري المياه وتتشكل منها رغوة يتفرج عليها حتى من هو أقصر قامة ويقف في طابور المحتفلين وتنقله حتى الصفحات المعادية لتاريخي النضالي على جبهة الخطابات . وإن سمعته الصخور ستقوم إلى الرقص وتتفجر من ضلوعها الينابيع .خطابا يحمس العمال على النحت في أقسى الظروف ويمسح عن عيونهم فكرة التفكير في فحوى ما أقوله فيصفقون صفقة تشبه تصفيق الدجاج، ويلتقطون معي الصور السيلفي، وينشرونها على صفحاتهم ويتحدث عني الناس حتى سكان أفريقيا سيشاهدون صوري وأنا حافية القدمين، ويتخذونني مثلهم الأعلى في تدبير الاحتفالات . لكن أين سأحتفل بعيد العمال؟ لم أحدد بعد المكان ، كوني مشغولة بتحضير التبولة ببقدونس الأحلام ويدي في جيبي تتلمس الفراغ بعد عملية القسمة التي أجريتها ، والباقي صفر .
نصرة ابراهيم