نبض الناس : القانون.. والحكومة.. والمواطن !

 
   شهدت المحافظة خلال الأيام  القليلة  الماضية  ، نشاطات  رسمية كثيفة  لشرح مضامين  قانون التجارة الداخلية وحماية المستهلك الجديد وأهدافه وأبعاده أيضًا  ،  المعدَّل بالمرسوم التشريعي رقم 8 للعام 2021   ، بغية حماية التاجر والبائع من  الزلل  ،  والمستهلك من أنياب  ومخالب الجشعين. 
  فمن  لقاء  وزير التجارة الداخلية غرفتي التجارة والصناعة  والأسرة التموينية  ،  واجتماع المحافظ بمديري المناطق والنواحي ورؤساء الوحدات الإدارية  ،  إلى الجولات على الأسواق لتفقد الأسعار   ،  والاطلاع على مدى استجابة التجار والباعة لتخفيضها  ،  بعد الإجراءات الحكومية الأخيرة لضبط فلتان سعر الصرف  ،  ورفع قدرة العملة الوطنية أمام القطع الأجنبي  ،  والنجاح بخفض خطه البياني بعد التصاعد المريع  ،  إلى ما ستشهده الأسواق من كبح جموحها بالأيام القادمة واتخاذ أشد العقوبات بحق المخالفين  ،  كلها  إجراءات تصب في مصلحة التاجر الشريف والصناعي الأمين  ،  وفي  حماية المستهلك من حيث تحسين ظروفه المعيشية ولو بالحدود الدنيا  ،  التي ألهبها  ـ ويلهبها الغلاء الفاحش. 
  وباعتقادنا  ،  ما بعد تطبيق هذا القانون ليس كما قبله  ،  فالعقوبات التي نص عليها لم يعد بمقدور أي مخالف الالتفاف عليها أو طيِّها  ،  فـ “الضرب مو ضرب صحاب”  كما يقال في المأثور الشعبي. 
  فالسجن لسنوات قد تصل لسبع  ،  هي بانتظار من يجرؤ على ارتكاب المخالفة  ،  عدا عن الغرامة المالية  التي قد تصل لعشرة ملايين ليرة أيضًا . 
   وأن تستنفر ثلاث وزارات هي التجارة الداخلية وحماية المستهلك  ،  والإدارة المحلية ، والداخلية لتطبيقه ، فذلك يعني أن الأمر جديٌّ  ، وأن الحكومة عازمةٌ بكل قوتها  ، على ضبط الغش والاحتكار والتلاعب بالأسعار  .
  وبالطبع يجب تنمية ثقافة الشكوى ، فالمواطن الذي يتعرض لأي محاولة غش ينبغي ألَّا يسكت لدواعٍ مجتمعية ، كالخجل ، أو الشفقة على من يغشه  ، أو خليها تأتي من غيري أو” خطي” و.. و..و إلى آخر هذه التبريرات التي ” تفرعن”  التاجر والبائع ولا تردهما عن غش أو ابتزاز .
  فللمواطن دورٌ مهمٌّ في تطبيق هذا القانون أيضًا ، ينبغي له ممارسته بدلًا من التذمر والشكوى من ارتكابات العديد من التجار والباعة بحقه ، ومن ضعف الرقابة التموينية وقدرتها على ضبط الأسعار كما يرغب ويتمنى.
         محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار