عندما تصبح الدروس الخصوصية امرا واقعا

 

طلاب قادمون وآخرون عائدون ،هذا هو مشهد طلابنا اليوم فمن درس الرياضيات إلى الفيزياء إلى اللغة العربية والانكليزية وغيرها حتى أصبحت جميع المواد تحتاج إلى دروس خصوصية ،وباتت الظاهرة امرا واقعا وطعمها مرا في حلوق ذوي الطلاب حيث يتكبدون اعباء مادية كبيرة في سبيل حصول ابنائهم على معدلات جيدة ،وخصوصا طلاب الثانوية بفرعها العلمي ، وانتشرت عدوى الدروس الخصوصية إلى مراحل التعليم الاولى لاسباب مختلفة منها كثافة المناهج وصعوبتها كما يقول البعض ،او بسبب انخفاض مستوى التعليم في بعض المدارس او بسبب الغيرة بين الاهالي والطلاب. ومن جهة ثانية باتت تشكل مصدرا لدخل المعلمين الذين يعانون مثل غيرهم من انخفاض الدخل مقابل المصروف المرتفع .
ويرى البعض ان طلابنا اصبحوا اتكاليين لدرجة أنهم لايجهدون انفسهم في الدراسة والحفظ ،ويعتمدون بشكل كلي على المدرس حتى في بعض المواد الحفظية والتي تحتاج فقط إلى الدراسة والمتابعة الشخصية.ولم يبق إلا ذهاب المدرس إلى الامتحان برفقة الطالب
منذ عدة سنوات لم تكن هذه الظاهرة موجودة،او كانت محدودة لبعض المسائل أو الدروس والتي تحتاج لجلسة او اثنتين فقط اما اليوم فالأمر مختلف تماما.
خلال هذه الفترة تنتعش الدروس الخصوصية قبيل الامتحانات العامة،واصبحت كغيرها من السلع تخضع للعرض والطلب حسب المنطقة ريفا او مدينة وحسب المادة التعليمية وحسب شهرة المدرس وخبرته ، فأبناء العائلات الميسورة يفضلون المدرسين المعروفين ويدفعون اجورا مرتفعة جدا لقاء ذلك .
ويجد البعض مبررات لكل ذلك وان هذه الدروس يستفيد منها الطرفان وتحمي المدرس من العمل في مهن غير محترمة لكي يعيش بكرامة.

 

فيصل يونس المحمد

المزيد...
آخر الأخبار