نبض الناس : لن ينفع !

كثرٌ من الأحباء المواطنين فهموا تخفيف الحكومة الأخير ، من إجراءات الحظر الذي فرصته في سياق حمايتنا من احتمال الإصابة بفيروس كورونا ، على أن الخطر زال ، وأن الفيروس تلاشى ، وأن الحياة الطبيعية يجب أن تعود كما كانت قبيل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها ، وعملت على تطبيقها بكل الإمكانات والوسائل ، وأن عدد الإصابات والوفيات في بلدنا لا يستدعي كل ذلك التشدد بإجراءات الوقاية والحماية ، ففي حادث سير يمكن أن يصاب ويموت عدد أكبر من المواطنين، بل أكبر من ضحايا الكورونا !. قد يكون مع أولئك الأحباء حقٌّ – كما يقال بالمأثور الشعبي – فنحن بطبعنا شعبٌ محبٌّ للحياة ، ويمقت القيود والركون بالبيوت ، وبحاجة إلى العمل في ظل هذه الظروف الصعبة التي ضاقت بها سبل العيش ، وقُطِعتْ أسبابُ الرزق ، لإعالة أسرنا وحمايتها من العوز الذي اقتربنا منه اقتراباً شديداً !. ولكن كل ذلك – باعتقادنا – ينبغي ألاَّ يدفعنا لردة الفعل هذه على الحظر ، التي تشبه الفورة أو الهبّة ، لنسف كل إجراءات الوقاية الاحترازية ضد الفيروس ، الذي لم ينظف بلدُنا منه نهائياً، ولم تعلن وزارة الصحة بعدُ انتفاء خطره ، أو انطفاء ذروته أو ميل منحناها نحو التلاشي . فنحن كبلد لمَّا نزلْ في دائرة الخطر رغم كل تلك القرارات المخففة للحظر ، التي اتخذتها الحكومة لدواعٍ اقتصادية ، والدليل أنها لم تسمح بعودة جميع العاملين في الدولة إلى دوائرهم ومؤسساتهم ، ولوسائط النقل العامة بالعمل ، وبالتجمعات في أي مكان . لهذا من الضروري أن نهدئ كمواطنين من هبَّتنا ، وألاَّ نستهتر بالفيروس ونستخف بخطره ، وألاَّ نهمل الوقاية منه ببيوتنا وحياتنا، فعندما تقع الفأس بالرأس – لا سمح الله – لن ينفع الندم .

محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار