ليس الأمرُ مجرَّدَ انتخابات دورية ، أو روتينية ، لموقع أو منصب أو سُدَّة رئاسة الجمهورية ـ سمِّها كما تشاء ـ وإنما الأمرُ أكبرُ من ذلك بكثير ، ويتعلَّقُ بالسيادة الوطنية لبلدٍ ، يظنُّهُ أعداؤه خاملًا مُحبَطًا ، مشلولَ الإرادة مكسورَ الروح ، لا حياةً فيه تنبض ، ولاحركةً فيه تدبُّ ، بفعل الإرهاب المنظم والممنهج الذي طال فيه خلال عشر سنوات ماطال ، وكنتيجة حتمية لحرب جهنمية ، هي الأشرس والأعتى في تاريخ كل الحروب !.
بل ويريده أعداؤه ، والمتربصون به الشرَّ من أربع رياحات الأرض ، أن يكون كذلك بالفعل ، ولايقوى على الحركة ، ولايعرف الحيوية ، ولا تقوم له قائمةٌ ، ليخنع أمام جبروتهم وهو السيد ، وليركع بحضورهم وهو العزيز الذي لا ينحني ، وليكون العبد الذليل وهو الحر الكريم الذي لم يعرف بحياته كلها منذ بدء التكوين إلى يومنا الراهن المذلة قطُّ.
ومن هذا المنطلق ، فإن الاستحقاق الرئاسي وممارسته بموعده الدستوري ، هو تجسيدٌ لإرادة السوريين وتمسكهم بخيار الدولة الوطنية ، التي يرفرف في سمائها علمٌ واحدٌ من الحسكة إلى درعا ، ومن آخر حبة تراب أو ذرة رمل بالبادية السورية ، إلى آخر موجة ، وآخر نورس يحلّق ضمن مياهها الإقليمية !.
وإصرارهم على أن تظل سورية نجمة الشرق الساحرة وعزه ، تضيء بغناها المعرفي وتنوعها الأثني ، وتشع بتألقها الحضاري الذي لم تستطع نيران الحرب أن تغطيه بدخانها الأسود ، ولن تستطيع أيُّ قوة بالدنيا أن تخمده.
وإنهم لَمصرِّون ، وإنهم لمقبلون على ممارسة ذاك الاستحقاق بموعده المحدد ، ليثبتوا للعالم أجمع أن بلدهم نابض بالحياة وأنه السيد .
محمد أحمد خبازي