يعبِّرُ المواطنون العاديون عن رغبتهم العارمة بالمشاركة في السادس والعشرين من الشهر الجاري ، بالاستحقاق الرئاسي الوطني ، وانتخاب رئيس للجمهورية .
إذ يعدِّونَ ذلك واجبًا وطنيًّا ، وحقًّا مقدسًا ينبغي عليهم أن يؤدوه بملء إرادتهم ، وبحرية مطلقة ، بمنأى عن أي غاية أو هدف ، سوى الشعور بالأمان والطمأنينة ، والعيش بسلام في مدنهم وقراهم وبيوتهم ، رغم حاجتهم الماسة للكثير من الحاجات الخدمية والمعيشية !.
ولكن ـ كما يؤكدون ـ كل تلك الحاجات تصغر أمام التحديات التي يواجهها الوطن ، وكل المطالب الخدمية والمعيشية تؤجل ـ مؤقتًا ـ عندما يكون الوطن في خضم معركة جديدة ، ليست أقل شراسةً من الحرب، على أمل أن تتحقق بعد خروج الوطن منها منتصرا ، وأن تُلبى بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
فالمواطن العادي ، كل مايعنيه هو أن يكون مرشحه لانتخاب رئيس للجمهورية ، يشعر بهمِّه ، ويعبِّرُ عن حلمه بوطن سليم معافى ، ويراه معه في السراء والضراء ، في الخير والشر ، في المصائب والملمات ، وفي الشارع والمعمل والمشفى والجامعة ، وبين الناس في حقولهم المحروقة وبساتينهم الخضراء وفي بيوتهم الفقيرة بكل شيء .
رجل بسيط متواضع ، لم يغير المنصب فيه شيئًا ، رجل يحمل غراس الأشجار بيديه ويغرسها معهم في أرض التهمتها النار ذات يوم لتخضرَّ مجددًا ، ويخلع نعله عندما يزورهم في بيوتهم ، ويستندون إليه عندما يفقدون السند ، ويلوذون به عندما تتكاثر عليهم الهموم ، فيكون الملاذ الآمن ، ويلجؤون إليه عندما يفقدون الطمأنينة فيكون الملجأ المطمئن.
رجل يتحدّون به ويتحدَّى بهم أقوى الرياح الهوجاء وأعنفها ، وكل المحن والشدائد الضارية.
لذلك ترى هؤلاء الطيبين يعبِّرون بكلمات بسيطة ومختصرة ، عن الاستحقاق الرئاسي ، بقولهم : ” إنه استحقاق الوطن ، استحقاق العز والكرامة “.
محمد أحمد خبازي