عباس حيروقة
تابعنا وعبر شاشة الفضائيات في مختلف دول وعواصم العالم في العشرين من هذا الشهر وبكل حنين ومحبة واعتزاز ما قامت به الجاليات السورية من فعل حضاري أخلاقي وطني يعكس تلك الأصالة المتجذرة في الوعي الوطني للمواطن السوري حيث توجهوا إلى صناديق الاقتراع ليقولوا كلمتهم الفصل وبكل جهارة ووضوح وبسالة ليرسلوا للعالم كل العالم تلك الصرخة المدوية في وجه الحرب والموت والخيانات ..صرخة الانتماء للقمح السوري وللينابيع وللأبجدية السورية ..
النازحون أو اللاجئون او المقيمون السوريون عبّروا عن سوريتهم وعشقهم للحياة وللسلام ولتراب وطنهم الذي جبل بالدم وبالعرق ليبقى طاهرا ..التراب الذي ضم بكل شرف جثامين أبنائه ليورق صبحا وغماما وعصافير ..نعم هو ذاته الذي لفظ كل معتدي عبر التاريخ ..إذ هاهو اليوم يلفظ ويتقيأ تلك الكائنات المتوحشة القادمة من عفن الكهوف وظلامها لتمارس على أبناء الشمس أبناء سورية سياسات لم يألفها السوري فما كان لها إلا أن تندحر تحت وقع الجمال السوري والعبق والأصالة ..
وما نشهده اليوم من في مختلف ساحات سورية يؤكد للقاصي والداني أن الشعب السوري شعب مؤمن بوطنه وبحقه في السيادة وقول الكلمة الفصل ..
الشعب الذي أكد للعالم انه لن يقبل بثقافة القتل وتقطيع الرؤوس ..ثقافة الرايات السوداء وصرخات الكفر والزندقة التي تبيح القتل تحت شعارات لا دين لها ولا وطن ..
نعم هم شاءوا لسورية أن تتحول إلى دولة كتلك الدول التي عاشت وما تزال الفوضى نتيجة فراغات دستورية مؤسساتية نتيجة ما سميّ زورا وبهتانا ب ( الربيع العربي ) إلا أن الشعب السوري فهم الدرس جيدا فتمسك ببلده وسيادة بلده ورموز بلده ..وأصر على أن يقول كلمته في موعده دون إبطاء أو تأخير ..
نعم التوجه في صبيحة يوم السادس والعشرين تجاه صناديق الاقتراع هو انتصار واضح وجلي لسورية ..لزيتون سورية ..لقمح سورية
هو انتصار ووفاء للشهداء ولأمهات الشهداء وأبناء الشهداء ..انتصار للسوري الذي صمد وضحى وعانى حد الجوع في سبيل الخلاص من كابوس الموت
نعم التوجه صبيحة يوم السادس والعشرين من هذا الشهر إلى صناديق الانتخابات هو الانتصار لسيادة سورية لتاريخها لعراقتها ..إذ لا انتصارات عسكرية إن لم تترافق بانتصارات سياسية والمعركة اليوم لا تقل خطورة وحساسية عن المعركة التي خضناها طيلة السنوات العشر لا بل اشد حساسية و بانتصارها سترتسم خارطة سياسية جديدة لعالم جديد بمفردات جديدة ويكون المواطن السورية أنموذجا حيّر الصديق قبل العدو ولقن العالم درسا بحب الوطن والانتماء ..
نعم ممارسة حقنا الدستوري واجب وطني أخلاقي