التبريرات ، أو تقاذف الاتهامات بين الجهات المعنية وأصحاب السرافيس وسائقيها ، لا ينفي أزمة النقل الخانقة بين مدن المحافظة ومركزها ، وبين حماة وحمص التي تسبب معاناة شديدة للمواطنين ، ولطلاب جامعة البعث من أبناء حماة .
فالسائقون يدعون أن المازوت المخصص لهم لايكفيهم للعمل بما يريح المواطنين.
والجهات المعنية تدعي أن المازوت يكفي ويزيد ، ولكن العديد منهم يبيعونه ويتهربون من العمل على خطوط المحافظة الداخلية والخارجية.
وأما المواطنون فتراهم بالمئات ، يتراكضون باتجاه السرافيس كلما لاحت ، لنيل أي مقعد حتى لو كان بالشلال خلف كرسي السائق !.
أو يطبقون وسائط نقل ، ومن خطوط أخرى ، ويدفعون أجرة مضاعفة كي يعودوا إلى مناطقهم وبيوتهم قبل مغيب الشمس !.
هذه التراجيديا تتكرر يوميًا وفي كراجات سلمية ومصياف والغاب والريف الشمالي ، وفي كراج حماة الغربي ، ومايسمى مركز الانطلاق الموحد المتاخم لكراجات البولمان .
والمؤلم في الأمر ، أن الجهات المعنية تعرف وجع الناس ومعاناتهم من هذه التراجيديا ، ولاتعمل على معالجتها ، أو وضع نهاية لها ليست مأساوية !.
رغم أنها تستطيع ذلك بكل بساطة ، فصاحب السرفيس الذي إذا كان يبيع مخصصاته من المازوت ، يمكن كشفه من خلال مقارنة مسافة سيره مع عداده عند التعبئة وبعدها ، ومن ثم معاقبته إذا ثبت تهربه عن العمل على خطه.
وأما الجهات المعنية فندعو المسؤولين فيها، لركن سياراتهم جانبًا والوقوف بالكراجات مع المواطنين والركض وراء السرافيس ، ليعرفوا الواقع تمامًا إن لم يكونوا على معرفة بـ “شنشطة” الناس.
نعتقد أن تراجيديا النقل طالت كثيرًا ، وصار من الضروري أن تضع لها الجهات المعنية النهاية المناسبة للمواطنين.
محمد أحمد خبازي